أسأل اللهَ أن يُبارك في عمرك وعلمك يا شيخنا.
اشتريتُ سيارةً من صديقي وكانت محروقةً تمامًا، وقمت بإصلاحها وإضافة أشياء كماليَّة لم تكن فيها، وهي الآن جديدة، وأنا الآن أُريد بيعها، هل يجب أن أُخبر المشتري أنها أحرقت قبل ذلك؟ مع العلم أنها الآن ليس بها أيُّ عيبٍ، ولو قلت للمشتري إنها أحرقت وأنني أصلحتها سوف يقلق ولن يشتريها، فما رأي فضيلتكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد قال صلى الله عليه وسلم : «الْبَيِّعَانِ بِالْـخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَـهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا»(2).
فينبغي على المشتري بيانُ ما يؤثِّر في الثَّمَن وما يؤثِّر في إرادة المشتري، وتختلف الأغراض تبعًا لاختلافه.
وبالمناسبة فإن قوانين الغرب تلزم ببَيان ذلك في سجل تسجيل السيارة، فتحمي المشترين من تدليس البائعين وكتمانهم، ونحن أولى بهذه الأمانة منهم! وأظنك لو كنت أنت المشتري لما طابت نفسُك بأن يكتُمَ عنك البائع مثل هذا الأمر، والمؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
زادك اللهُ حرصًا وورعًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) متفق عليه.