العمل كمهندس يقوم على تنفيذ فندق سياحي في مصر

التحقْتُ مؤخرًا للعمل بشركة مقاولات مهندسًا معماريًّا؛ لتنفيذ مشروع فندق سياحي يمتلك هذا المشروع «الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق»، وبعد فترة اكتشفت أن الفندق يحتوي على ما يلي: مكان مخصص فقط للمشروبات الروحية والكحولية والخمور- مطعم للأكلات الفرنسية ولا يخلو من تقديم النبيذ والخمور- مكان مخصص للولائم والأفراح والاحتفالات خلفه غرف للخدمات تحتوي على أماكن تخزين للأطعمة واللحوم المختلفة والمشروبات- أماكن تخزين بالدور الأرضي للمشروبات والأطعمة- جاكوزي- حمام سباحة- مكان مخصص داخل حمام السباحة وهو البول بار يقدم المشروبات المختلفة- صالات اجتماعات لعقد الصفقات وتداول العملات- غرفة للموسيقى. إضافة إلى غرف النوم والأجنحة والأنشطة الترفيهية، والأماكن الخارجية، مثل أي فندق آخر، يزيد على ذلك جناح مخصص لكبار رجال الأعمال والدبلوماسيين ورئيس الجمهورية.
الهدف من المشروع تنشيط السياحة بمصر، والفئة المستهدفة هي الأجانب من دول أوروبا وشرق آسيا وغيرهم.
دوري هو القيام بعمل الرسومات التنفيذية والتصميمية للمشروع، إضافة إلى التقارير والمراسلات والملاحظات ومتابعة سير العمل، والإشراف على المشروع، واعتماد المستخلصات والكميات التي قمنا بتنفيذها من المالك واستشاري المشروع، وغير ذلك من الأعمال، وأتقاضى على ذلك مرتبًا، ثم إن عملي فيه اختلاط بالنساء، ولابد من التعامل معهن، شئت أم أبيت، وقلبي ينكر ذلك بشدة، لكن لا مفر، فـأصبحت قليل الطاعة، كثير الاكتئاب، شارد الذهن، أعلم أن عملي حرام شرعًا بلا نقاش، لكن سؤالي:
هل أترك عملي فورًا وأبحث عن عمل آخر وربما وجدتُ وربما لا أجد في مثل هذه الظروف الراهنة، ولا أملك دخلًا آخر؟ كما أنني لا أملك مالًا يكفيني وأسرتي المكونة من ثلاثة أفراد، وعليَّ إيجارٌ شهري أم أستمر في عملي حتى أجد عملًا آخر؟ مع العلم أنه لدي فرص كثيرة للسفر خارج البلاد للعمل، قال تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ﴾ [التوبة: 28].
أنا لا أشترط على ربي أن يرزقني حتى أترك هذا العمل، لكني أخشى أن أترك العمل فلا أكون آخذًا بالأسباب، وأخشى أن أستمر بالعمل فيكون من دفع الشيطان حتى أستحل الحرام، ما الحل؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على تورُّعِك، وحرصك على دينك، ومثلك لا يضيعه اللهُ عز وجل، فاعتبر وُجودك في هذا العمل وجودًا عابرًا طارئًا مؤقتًا، بقدر حاجتك إليه، وابذل الجهد، واستفرغ الوسع في التماس البديل، وتحول إليه عند أول القدرة على ذلك.
وأرجو أن يسعك عفوَ الله في هذه الفترة الانتقالية، وأكثر من الصدقة تطهيرًا لمالك مما علق به من مكاسب مقابل أعمال محرمة أو مشتبهة. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 البيع, 10 الوظائف والأعمال

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend