ما قولُ فضيلتكم في العمل في شركة أسمدة كمندوب مبيعات، علمًا بأن الشركةَ معها ترخيصٌ ولكن الأسمدةَ أنواعٌ، فقد تكون عبوتين من نوعٍ واحد أحدُها غالية الثَّمَن والثَّانية أقلُّ منها، ويرجع ذلك إلى اختلاف نسب المواصفات في كلا العبوتين، وذلك بناء على رغبة التاجر، مثال: تاجر يطلب عبوة بعشرين جنيهًا وتاجر آخر يطلب عبوة بخمسمائة جنيهٍ، فتكون المواصفات على قدر المال.
وبذلك تكون العلاقة بين مندوب المبيعات والتاجر مبنيَّة على الصراحة وعدم الغشِّ، ولكن الفلَّاح الذي سيشتري من التاجر هناك احتمالية ألا يعلم بأن المواصفات ليست 100%، مع العِلْمِ بأن ذلك الأمرَ انتشر بين النَّاس، أي احتمال معرفة الفلاحين بذلك الأمر.
ملاحظة: الشركة التي أسأل عنها تسعى لتقديم أفضل الخدمات وتتَّقي اللهَ في عملها كما شهد بذلك بعضُ من يعملون في شركاتٍ أخرى، نرجو الجوابَ بالتفصيل. وجزاكم اللهُ خَيْرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد تضمَّن استفتاؤك الجوابَ عنه في آخر السُّؤال، إنك تخشى من غشِّ شركات الأسمدة للفلَّاحين، ثم ذكرتَ في نهاية سؤالك أن هذه الشركةَ التي عرضت عليك العمل تسعى لتقديم أفضل الخدمات وتتَّقي الله في عملها كما شهد بذلك بعضُ من يعملون في شركات أخرى، وإذا كان ذلك كذلك فقد زال المحذور، فامضِ على بركة الله، واعلم أن مبنى الأمور على غلبة الظَّنِّ، والمُكلَّف مطالبٌ بتقوى الله ما استطاع(1)، فإذا كان هذا هو وُسعَك ومبلغ علمك فأرجو أن تبرأ بذلك ذمتك. زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، والله تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) قال تعالى:﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: 16]