هل العمل في الأمن الإداري الخاص بالشَّركات أو السكرتارية، أو أي عمل يتطلَّب فيه نقل بيانات عن أخطاء أو شبهات تحدث في العمل سواء أخلاقيَّة أو عمليَّة إلى المديرين- حلال أم حرام؟ وخاصَّة إذا لم يتمَّ نقل الأخبار إلا بعد تحذير المخطئ، وعند نَقْل الخبر إلى المسئول لا يُعرف مَن ناقلُ الخبر، الأمر الذي يتطلَّب شكًّا من المخطئ فيمن حوله؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا حرج في العمل في الجهات الرقابيَّة، ولكن لا تتجسَّس على العاملين ولا تتبع عوراتهم، بل تأخذ النَّاس بما ظهر منهم، وتَكِل سرائرهم إلى خالقهم، فعن أبي برزة الأسلميِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تَغْتَابُوا الْـمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعِ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ»(1). واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (4/420) حديث (19791)، وأبو داود في كتاب «الأدب» باب «في الغيبة» حديث (4880)، وذكره العراقي في «تخريج أحاديث الإحياء» (1/499) وقال: «أبو داود من حديث أبي برزة بإسناد جيد».