أعزَّكم الله فضيلة الشيخ، أفيدونا فيما نحن فيه، أنا إنسان مدين لاثنين، واحد منهم متسامح إلى حد ما، وأدفع له كل شهر ما أستطيعه من دخلي، أما الثاني فهو غير متسامح ويتصل بي دائمًا ويقول لي: إنه غير مسامح، ومع ذلك فأنا أرسل إليه أيضًا ما أستطيع من نقود، فهو كان له 35000 جنيه، والآن أصبح له 27000جنيه، ولكنه لا يتركني لحظة يتصل بي كل يوم، وأنا لم أتهرب منه، فأردَّ عليه حتى لو اتصل بي الساعة الواحدة ليلًا، فأنا أفعل كل ما في استطاعتي لرد مبلغه، ولكن لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، فهل أنا مذنب؟ وهل ذلك يصيبني بغضب الله تبارك وتعالى رغم أنني أريد أن أسدد له مبلغه أكثر مما هو يريد؟
مع العلم أن سبب هذا الدَّين لم يكن احتيالًا عليه، وإنَّما الظروف هي التي جعلت هذا الدين عليَّ منذ 4 سنوات وإلى الآن، فأنا مغتمٌّ وأدعو الله دائمًا في السر والعلانية بأن يقضي عني هذا الدين المؤلم. ودعواتكم الخالصة لكل مدين، وبأن يقضي الله عني الدين عسى أن يتقبل الله منكم، وهل تنصحوننا بدعاء معين؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فوصيتنا لك أن تواصل سعيك وكدحك في قضاء دينك، ونُبشِّرُك بأن من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدَّى الله عنه، ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافَها أتلفه الله.
وصيتنا للدائن أن يتقِّي الله فيك، وأن يذكر قول الله تعالى: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ [البقرة: 280]، وما روي من قوله صلى الله عليه وسلم: «ارْفُقُوا وَتَرَافَقُوا وَلْيُيَسِّرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَلَوْ يَعْرِفُ طَالِبُ الحَقِّ مَا لَهُ فِي تَأْخِيرِ حَقِّهِ عَلَى حَقِّهِ لَكَانَ الطَّالِبُ هُوَ الهَارِبَ مِنَ الـمَطْلُوبِ»، نسأل الله التوفيق للجميع، والله تعالى أعلى وأعلم.
الصبر على المدين الذي يسدد دينه
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 01 البيع