التصرف فيما اكتسبه من مال حرام قبل توبة والتزام

رجل كان دخله كله من الحرام مثل السرقة وتجارة المخدرات، ثم أسلم لكنه استمر في كسب الحرام، وبعد ذلك بدأ بالالتزام ويريد أن يعلم ما الذي يجب أن يفعله بهذا المال. هل يتخلص منه بالكامل، أو له أن يحتفظ به بعد إخراج جزء منه تطهيرًا له؟ علمًا بأن هذا المال هو دخله الوحيد، وأنه قد تخلص من جزء كبير من هذا المال إنفاقًا وتبرعًا. أفتونا مأجورين.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن المال الحرام لذاته كالخمر والخنزير يجب التخلُّص منه بالطريقة المقرَّرة شرعًا بالنسبة لذلك المال، ونرجو أن يثاب على ذلك ثواب العفة عن الحرام.
أما المال الذي حصل الخلل في طريق اكتسابه كالمال الذي تولد عن عقود وتصرفات غير مشروعة، فإن حائزه إذا عرف له مالكًا معينًا كالمال المسروق أو المغصوب مثلًا وجب ردُّه إليه، لا تبرأ ذمته إلا بذلك،إلا إذا تضمن ذلك إعانة على الإثم، كالمال الذي يدفع ثمنًا لأعمال محرمة، فإنه يتخلص منه بتوجيهه إلى المصارف العامة.
وإذا لم يُعرف للمال الحرام مالك معين يصرف جميعه في وجوه الخير على سبيل التخلص منه وبقصد الصدقة عن صاحبه. فإن تعذر إخراجه بعينه أخرج مثله أو قيمته.
وإن لم يكن لحائز المال الحرام مالٌ ساغ أن يستبقي لنفسه من هذا المال ما يكفيه بالمعروف إلى أن يتيسر له مال مشروع، فيبادر حينئذ إلى التخلص من جميع الأموال الخبيثة التي تولدت عن أعمال غير مشروعة بتوجيهها إلى المصارف العامة. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   01 البيع

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend