يوجد بجوارنا بائع مسلمٌ ولكنه لا يصلِّي ويبيع الخمر؛ فهل نشتري منه؟ أم من الأفضل الشراء من آخر غير مسلمٍ لينتهي المسلم عن هذه الأفعال؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا حرج أنت تشتري من أيِّهما شئتَ، فاحرص على ما ينفعك، وربما كان المسلمُ على فجوره أولى من غيره؛ لأن الشِّرك أعظمُ الذُّنوب على الإطلاق، وقد تتألَّف قلب المسلم بشرائك منه ومداومتك على نُصحك له. واعلم أن قلوبَ العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن(1)، وأن المهدي يُصلحه الله في ليلةٍ(2). فلا تيأس من دعوته وتذكيره بالله عز وجل ، فقد تغنم أجره. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «القدر» باب «تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء» حديث (2654) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ». ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ».
(2) فقد أخرج أحمد في «مسنده» (1/84) حديث (645)، وابن ماجه في كتاب «الفتن» باب «خروج المهدي» حديث (4085) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الْـمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُصْلِحُهُ الله فِي لَيْلَةٍ».