البيع في المسجد للضرورة

شيخنا الكريم، هل يجوز البيع في المسجد للضرورة، مثلًا بيع العطور في وقت الاعتكاف نظرًا لكثرة العدد والروائح الكريهة في المسجد أم ماذا؟ زادكم الله علمًا ورفع شأنكم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلو وُجدت ضرورةٌ لنظرنا في موجبها، ولكن لا يبدو لي وجه ضرورة فيما تذكر، فلم يزل الباعةُ يقفون على أبواب المساجد بما يريدون بيعه، وتجارتهم أمامَ المساجد رائجةٌ، والعاكفون يمكنهم الخروج إلى ما لابد لهم منه، كقضاء الحاجة، واستجلاب الطعام والشراب إذا انعدم من يُقدِّمه إليهم داخل المسجد، ونحوه.
فكما يخرج لشراء الطعام والشراب عند الحاجة يخرج كذلك لشراء الطِّيب عند الاقتضاء، وتبقى المساجد منزهةً عمَّا لم تُبْنَ له من البيع والشراء ونشد الضالة ونحوه.
ففي «صحيح مسلم»: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ فِي مَسْجِدٍ ضَالَّةً، فَلْيَقُلْ: لَا رَدَّهَا اللهُ إِلَيْكَ؛ فَإِنَّ الْـمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا»(1).
وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي الْـمَسْجِدِ فَقُولُوا: لَا أَرْبَحَ اللهُ تِجَارَتَكَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَنْشُدُ فِيهِ ضَالَّةً فَقُولُوا: لَا رَدَّهَا اللهُ عَلَيْكَ»»(2). والله تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «المساجد ومواضع الصلاة» باب «النهي عن نشد الضالة في المسجد وما يقوله من سمع الناشد» حديث (568).

(2) أخرجه الترمذي في كتاب «البيوع» باب «النهي عن البيع في المسجد» حديث (1321)، وقال الترمذي: «حديث حسن».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 البيع, 02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend