أخذ موظف شركة صفقة منها باسم مستعار من غير علم صاحبها

صديق لي يعمل في شركة سعودية، تقوم هذه الشركة بالتعاقد مع عملاء لتنفيذ مشاريع برمجيات، ثم تقوم بالتعاقد على تنفيذها مع شركات من الباطن.
قامت الشركة بالتعاقد على تنفيذ أنظمة برمجيات مع شركة من الباطن لصالح عميل آخر بمبلغ مليون ومائتي ألف ريال، ثم قام العميل بإضافة بعض الطلبات، فقدرت الشركة المتعاقدة من الباطن هذه الطلبات بسبعمائة وخمسون ألف ريال؛ مما جعل إدارة الشركة التي يعمل بها صديقي تفكر في فسخ العقد مع الشركة المنفذة.
صديقي يفكر في أن يتفق مع شركة أخرى؛ بأن يقوم هو وزميله الذي يعمل في الشركة بتنفيذ هذا المشروع، وأن يقنع صاحب الشركة التي يعمل فيها بأن يتعاقد مع تلك الشركة لتنفيذ المشروع من الباطن بتكلفة أقل بكثير جدًّا من التكلفة المذكورة آنفًا، لكن دون إخباره بأنه هو وزميله سيقومون بتنفيذ المشروع من الباطن، وسيقومان بذلك خارج وقت الدوام؛ لأن صاحب الشركة لو علم بأنهما قادران على ذلك فسيطلب منهما تنفيذ المشروع دون مقابل إضافي باعتبارهما موظفين في الشركة.
فما حكم إقناعه بالتعاقد مع شركة أخرى؟ والقيام بتنفيذ المشروع من الباطن دون علمه؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فالذي يظهر أن ما ذكرته لا ينبغي لصاحبك، نظرًا لتعارُض المصالح، فيكون خصمًا وحكمًا، ويكون ممثلًا عن بائع الخدمة وممثلًا عن المشتري لها، فهو من جهة مُأتمن من قبل صاحب الشركة على اختيار الأنفع له، ومن الجهة الأخرى سيمثل الطرف الآخر الذي يبيع هذه الخدمة فيكون بالبداهة حريصًا على مصلحة نفسه، أو متهمًا في ذلك، فلا يستقيم الأمر بارك الله فيك.
والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس(1)، وله إن كان حريصًا على هذه الصفقة أن يستقيل من الشركة، وأن يتنافس مع غيره في العروض التي تقدم إلى الشركة لتنفيذ هذه المشاريع. والله تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «تفسير البر والإثم» حديث (2553) من حديث النواس بن سمعان الأنصاري رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال: «الْبِرُّ حُسْنُ الْـخُلُقِ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ».

تاريخ النشر : 27 أغسطس, 2024
التصنيفات الموضوعية:   01 البيع, 10 الوظائف والأعمال

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend