شيخنا الفاضل، نسأل الله أن يبارك في أوقاتكم ويرزقكم العفو والعافية.
السؤال: أحدُ الإخوة يعمل في دولةٍ خليجية وفتحَ حسابًا جاريًا في البنك العربي في الأردن بغرض تحويل مبالغ نقدية لوالديه في كل شهر عن طريق هذا الحساب. هذا البنك فاجأ بعضَ عملائه في الأشهر الماضية بإهدائهم جوائزَ نقديَّةً قد تصل إلى خمسين ألف دينار أردني، بعد إجراء قرعة لم يسجلوا أسماءهم فيها ولم يدفعوا عليها رسومًا، وإنما أجرى البنك قرعةً بين حسابات العملاء وكانت هذه الجائزة من نصيب الأخ المذكور. فهل يجوز له ولغيره الانتفاع بهذا المال؟ وهل يكون هذا من باب قرض جرَّ نفعًا؟
علمًا أن البنك قد يكون لجأ إلى هذه الجوائز لمواجهة حملة إعلامية تعرَّض لها في وسائل الإعلام بعد اتهامه بالتعامل مع جهات فلسطينية داخل الأرض المحتلة، فتكون هذه الجوائز سببًا في جلب المزيد من العملاء. وهذه المعلومة الأخيرة تخمين من كاتب السؤال. أفتونا مأجورين.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن كان صاحبنا معذورًا بفتح حسابه في بنك ربوي لعدم توفر البديل الإسلامي المناسب، ثم قدمت هذه الأموال في إطار العلاقات العامة، والدفع عن سمعة البنك، ولم تكن جزءًا من تعاقد ربويٍّ محدد، ولا كانت متوقعة أو منظورًا إليها عند بدء التعاقد، فأرجو أن تكون على أصل الحل- فله أن ينتفع بها، وله إن شاء المزيد من التورع والتقوى أن يوجهها أو بعضها إلى المصارف العامة. والله تعالى أعلى وأعلم.