أود أن أسألَ عن حكم العمل في أحد الفروع الإسلامية لبنك ربوي مملوك للدولة؛ حيث إنني أعمل في أحد الفروع الإسلامية التابعة للبنك الأم، وهو بنك ربوي في الأصل ولكنه يمتلك فروعًا إسلامية كثيرة تُغطي معظم أنحاء الدولة، وتوجد إدارة خاصة لإدارة الفروع الإسلامية كما توجد هيئة رقابة شرعية خاصة لمراقبة أعمال الفروع الإسلامية، وهذه الهيئة تابعة للأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية، وأود أن أشير إلى أنه لا يوجد في بلدي غير بنك إسلامي واحد ولكن عدد فروعه قليلة جدًّا لا تغطي معظم أنحاء الوطن عكس الفروع الإسلامية لهذا البنك الربوي. فهل عملي في هذا الفرع الإسلامي حلال لقوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة: 2]، أم أن في انضوائي تحت مظلة البنك الأم الربوي حرام لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2]؟ وجزاكم الله عنَّا خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
زادك الله حرصًا وثبتنا وإياك على الحق. لا حرج إن شاء الله في العمل في أحد الفروع الإسلامية لبنك ربوي، فإن العمل الذي تباشره يعد في ذاته عملًا مشروعًا وقد أشرت في استفتائك إلى قول الله ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2].
ويبقى الإثم بعد ذلك على من يُصرون على بقاء المظلة الربوية الآثمة التي تفسد على المسلمين دينهم ودنياهم. نسأل الله أن يردهم إليه ردًّا جميلًا؛ اللهم آمين. والله تعالى أعلى وأعلم.