هل يجوز التعامل مع البنوك الربوية إذا كانت على طريقة المرابحة الإسلامية؟ بحيث يقوم البنك بشراء السلعة من التاجر ثم يملكها وبعد ذلك يقوم ببيعها للزبون بنسبة مرابحة؟ فهل يجوز التعامل مع البنك الربوي بهذه الطريقة؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد ذكرت لك أيها الموفق أن هذا الذي تذكره لا تملكه إلا البنوك الإسلامية أو أفرع المعاملات الإسلامية في البنوك الربوية؛ فإن كنت تتعامل مع فرع إسلامي داخل البنوك الربوية، وكانت حساباته تنفصل دفتريًّا وحسابيًّا عن معاملات الفروع الربوية- فلا حرج في ذلك؛ لأن هذه المعاملة طيبة في ذاتها فلا يحرمها مجاورتها للخبيث من المعاملات الأخرى، كما تذهب إلى محل يستثمر في الطيبات والخبائث، فإذا اشتريت منه سلعة طيبة فقد حلت لك، ولا يحرمها عليك كون المتجر يبيع سلعًا أخرى خبيثة. وقد تعامل النبيُّ صلى الله عليه وسلم تعاملات مشروعة مع غير المسلمين في المدينة، وقد علم أنهم يستحلُّون الربا والرشا وأكل أموال الناس بالباطل، ولم يمنعه ذلك من التعامل معهم(1). والله تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) ومن شواهد ذلك ما أخرجه البخاري في كتاب «البيوع» باب «شراء النبي صلى الله عليه وسلم بالنسيئة» حديث (2069) من حديث أنس رضي الله عنه: أنه مشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخُبز شعير وإهالة سَنِخَة؛ ولقد رهن النبي صلى الله عليه وسلم درعًا له بالمدينة عند يهودي وأخذ منه شعيرًا لأهله.