البيع للبنك أجلًا بفائدة

لديَّ أرضٌ قيمتها أكثر من مليون، ولا أستطيع بناءها، ذهبت إلى شركة تمويل فأخبروني بأن عليَّ أن أُفرغ الأرضَ باسمهم ثم يقومون ببيعها إلى البنك الذي ينزل فيه راتبي الشهري ليقوم هو ببيعها لي ويُبقيها باسمه حتى يتمَّ سدادُ المبلغ كاملًا، والمالية كلُّها قُدِّرت بالتَّالي: المبلغ الإجمالي بالفائدة: 844800، الفائدة على التمويل: 289923، المبلغ الصافي الذي أتسلمه: 554876، المدة: 132 شهرًا، القسط الشهري: 6400. فهل هذه المعاملة جائزة؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلم يتبيَّن لي على وجه الدِّقَّة دورة العلاقة بين الأطراف الثلاثة: مالك العقار، وشركة التمويل، والبنك، ولكن دعني أُقرِّر لك بعضَ المبادئ لعلها تنفعك في تكييف هذه النَّازلة والتَّعرُّف على حكمها:
البنك في الأصل تاجر نقود، فهو يُتاجر في الائتمان، يتسلَّم أموالَ المودعين قروضًا بفائدة، ثم يُعيد إقراضَها إلى المستثمرين بفائدةٍ أعلى، ويستفيد الفرقَ بين الفائدة الدائنة والفائدة المدينة.
بَيْع العِينة من البيوع المُحرَّمة، وهو البيع الذي يتحيَّل به على قرضٍ ربويٍّ بزيادة، وذلك بأن تشتريَ سلعةً إلى أجلٍ بسعر معينٍ، ثم تُعيد بيعها إلى البائع بسعرٍ أقلَّ نقدًا لتتوصَّل بذلك إلى قرضٍ بزيادة، وما السلعة إلا وسيط صوري تحيَّلتما به على هذا القرض المُحرَّم، فلا غرض له في بيع سلعته ولا غرض لك في شرائها، وإن الله جلَّ وعلا لا يُخدع!
أرجو أن تتأمَّل في هذه المبادئ، وإن بدا لك سؤالٌ فاكتب إلينا ثانيةً، بارك الله فيك، وزادك حرصًا وتوفيقًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الربا والصرف

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend