فضيلة الشيخ، تُوفِّي زوجي وترك لنا مبلغًا من المال، وأنا لا أولاد لديَّ وأعيش مع أختي، وهي ليست مقتدرةً، وقد قمتُ بصرف مبلغ عشرين ألفًا لأحصل على الإقامة وأعيش معها ثلاث سنواتٍ، فأنا لا أريد أن أعيش وحدي في بلدي. المشكلة تكمن في أنني لا أعمل، والمبلغ الذي ورثتُه هو سندي الوحيد، ولست متعلِّمةً، وعندما أردتُ أن أضعه في بنك إسلاميٍّ قالوا لي: إنهم سيعطوني مبلغًا قليلًا من الأرباح، وأنا أدفع إيجارًا مرتفعًا، ولو كنت أعرف لما كنتُ دفعتُ لأخذ الإقامة، وقد سمعتُ فتوى في التلفاز تفيد بأنني أستطيع وضع المال في بنك غير إسلاميٍّ وأدفع من الفائدة الإيجارَ ولا آكل أو أشرب منها؛ فقررتُ أن آخذ من المبلغ ما يكفي للأكل والشرب وأدفع من الفائدة الإيجارَ، وباقي الفائدة أوزِّعها على الفقراء. فما رأيك: هل يجوز هذا سيِّدي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فأسأل الله جل وعلا أن يتولَّاك برحمته، وأن يصرف عنك السوءَ، وأن يُغنيَك بحلاله عن حرامه، وبطاعته عن معصيته، وبفضله عمَّن سواه.
واعلمي يا أمة الله أن الفوائدَ هي الرِّبا الحرام، فلا يجوز تموُّلها ولا الانتفاعُ بها، فما كان منكِ فيما مضى تُعذَرِين فيه إن شاء الله، والمسئولية على من أفتى بذلك، ولكن في المستقبل أرجو أن تُسارعي إلى نقل هذا المبلغ من البنك الربويِّ إلى البنك الإسلاميِّ، وأن تَقْنَعي بالقليل من الحلال. وأرجو أن يجعل اللهُ فيه البركة، وتذكَّري قولَ الله ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾ [الطلاق: 2]. زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا. والله تعالى أعلى وأعلم.