أفيد حضرتكم يا شيخ بأن هذا الشخص ما زال يتصل عليَّ بأرقام غريبة ليست أرقامه السابقة، فبالأمس اتَّصل قبل أذانِ المغربِ من رقم ليس رقمه السابق، فقلت لنفسي: من هذا الذي يتصل بي في هذا الوقت، فبدر بذهني أن أخت زوجتي تريد مني أن أقوم بعمل شيء لها، وفي نفس الوقت خفت أن يكون هذا الشخص، فاتصلت من رقم آخر لي على هذا الرقم وأنا ساكت لم أتكلم، قلت: إن كان هذا الشخص سوف أقفل الخط بدون أن أقول له أي كلمة، وإن كانت أخت زوجتي سوف أحدثها، ولما سمعت صوت رجل شككت به وأغلقت دون أن أتلفظ بأي كلمة، وما زال يتصل بي، ويتصل وأنا لا أرد عليه، وللعلم يا شيخ، أنا أرقامي موزعة على أصحاب محلات تربطني بهم علاقة تجارية أضطر أن أرد على أي رقم غريب، والآن أصبحت أخاف أن أرد على هذه الأرقام، وأيضًا أرقامي موزعة على زبائن لي، فما هو الحل بارك الله فيك؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا تزال يا بني الفتوى هي الفتوى، من حنث غالطًا أو ناسيًا فلا يحنث في أظهر قولي العلماء، لما سبق بيانه من دليل.
ووصيتي أن تخرُج من إثم الهجرة وأن تصلح ما بينك وبين هذا الرجل، فإن هذا أروح للقلب، وأطيب للنفس، وأبرأ للذمة، وأحوط للدين، فـ«إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ عَلَى الْيَمِينِ فَرَأَى خَيْرًا مِنْهَا فَلْيُكَفِّرْهَا وَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ»(1). والله تعالى أعلى وأعلم.
_______________
(1) أخرجه مسلم في كتاب «الأيمان» باب «ندب من حلف يمينًا فرأى غيرها خيرًا منها أن يأتي الذي هو خير ويكفر عن يمينه» حديث (1651) من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه.