خالتي مريضة بالضغط والسكري، وقد كانت تخدم زوجها المقعد وتقوم على تنظيفه دون أي شعور بأي انزعاج من ذلك، ولكنه كان ثقيل الوزن ولم تقدر على تحريكه بسهولة مما جعلها تصرخ عليه في بعض الأحيان وتتشاجر معه؛ وذلك لأنها من النوع الذي يغضب بسرعة، والآن وعقب وفاته تخشى أن يكون عليها إثمٌ وهي تسأل إن كان هناك كفارة لأنها في حالة نفسية سيئة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد مضى ما كان، و«النَّدَمُ تَوبَةٌ»(1)، والله جل وعلا يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وأمام خالتك فرصة البر بزوجها بعد رحيله بالدعاء له والصدقة عنه وقراءة القرآن وهبة ثوابها له والبر بأقاربه من بعده، فلعل هذا يريح ضميرها المعذب، وينتفع به الميت بإذن الله.
ولعل مثل هذا الشعور يكون درسًا بليغًا للنساء اللاتي كبر أزواجهن وأقعدهم المرض أن يتَّقين الله فيهم، وأن يُحسنوا صحبتهم من قبل أن يخرج الأمر من أيديهم بالموت، فيندمن ولات ساعة مندم! نسأل الله المغفرة للجميع، والله تعالى أعلى وأعلم.
___________________
(1) أخرجه ابن ماجه (3448) وصححه الألباني.