صحة خبر نذر امرأة نحر ابنها عند الكعبة في أمر إن فعلته

ما رأي سماحتكم في سند هذه الرواية من كتاب «تاريخ الطبري»: حدَّثني يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرنا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن قبيصة بن ذؤيب أنه أخبره أن امرأةً نذرت أن تنحر ابنها عند الكعبة في أمرٍ إن فعلته؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الرواية كما جاءت في «تاريخ الطبري»: حدَّثني يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرنا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن قبيصة بن ذؤيب؛ أنه أخبره أن امرأة نذرت أن تنحر ابنها عند الكعبة في أمرٍ إن فعلته، ففعلت ذلك الأمر، فقَدِمَتِ المدينة لتستفتي عن نذرها فجاءت عبد الله بن عمر فقال لها عبد الله بن عمر: لا أعلم والله أمرًا في النذر إلا الوفاء به. فقالت المرأة: أفأنحر ابني؟ قال ابن عمر: قد نهاكم اللهُ أن تقتلوا أنفسكم، فلم يزدها عبد الله بن عمر على ذلك. فجاءت عبد الله بن عباس فاستفتته فقال: أمر اللهُ بوفاء النذر، والنذر دَين، ونهاكم أن تقتلوا أنفسكم. قال الطبري: وقد كان عبد المطلب بن هاشم نَذَر إنْ توافى له عشَرة رهطٍ أن ينحر أحدهم، فلمَّا توافى له عشرة أقرع بينهم أيهم ينحر فطارت القرعة على عبد الله بن عبد المطلب وكان أحبَّ النَّاس إلى عبد المطلب، فقال عبدالمطلب: اللهمَّ هو أو مائة من الإبل، ثم أقرع بينه وبين الإبل، فطارت القرعة على المائة من الإبل، فقال ابن عباس للمرأة: فأرى أن تنحري مائةً من الإبل مكان ابنك. فبلغ الحديث مروان وهو أمير المدينة فقال: ما أرى ابن عمر ولا ابن عباس أصابا الفتيا، إنه لا نذر في معصية الله، استغفري الله وتوبي إلى الله، وتصدَّقي واعملي ما استطعت من الخير، فأما أنْ تنحري ابنك فقد نهاكِ الله عن ذلك. فَسُرَّ النَّاسُ بذلك، وأعجبهم قول مروان، ورأَوْا أنه قد أصاب الفتيا، فلم يزالوا يُفتون بألا نذر في معصية الله.
واعلم أيُّها الموفق أن روايات المؤرِّخين لم يعمل فيها بالجرح والتعديل على النَّحْو الذي تعامل به المحدِّثون مع السنة المطهرة، وكلام مروان في هذه الرواية جارٍ على الأصول، ولكن يَعسُر القول بأن مثلَ ذلك يخفى على ابن عمر وابن عباس وهما من الفحول الأكابر، ولعله يتيسَّر لنا تحقيقُ هذه الرواية لاحقًا بإذن الله.
وفَّقنا الله وإيَّاك وزادنا وإيَّاك حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   17 الأيمان

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend