شخص حلف على شيء وهو يظن نفسه صادقًا، ثم تبين له أنه مخطئ، فهل عليه شيء؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن من حلف على شيء وهو يظن أنه صادق ثم تبيَّن له خلاف ذلك فلا يلزمه شيء، في الأظهر؛ لقوله تعالى:لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [البقرة: 286]. وقد ثبت في الصحيح أن الله تعالى قال: «قَدْ فَعَلْتُ»(1).
وهذا هو الذي رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية، قال في «الفتاوى»: «الصحيح أن من حلَف على شيء يعتقده كما لو حلف عليه، فتبين بخلافه فلا طلاق عليه»(2). والله تعالى أعلى وأعلم.
——————————
(1) أخرجه مسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق» حديث (126) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
(2) «مجموع الفتاوى» (20/206).