حدث نفسه بنذر هل يلزمه؟

إذا حدَّث شخصٌ نفسَه بنذرٍ معينٍ ونواه في نفسه. فهل يُعتبر ذلك نذرًا أم يجب التلفُّظ بالنذر لكي يصبح واجبًا على الشخص؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإذا لم يتلفظ بالنَّذر فلا يلزمه شيء، فإن الله تجاوز لهذه الأمة عما حدثت به نفسها ما لم تعمل به أو تتكلم به(1). فالنذر لا ينعقد بمجرد النية، بل لا بد فيه من التلفظ باللسان، جاء في المجموع للنووي وهو من كتب الشافعية: قال أصحابنا: يصح النذر بالقول من غير نية، كما يصح الوقف والعتق باللفظ بلا نية. وهل يصح بالنية من غير قول أو بالإشعار أو التقليد أو الذبح مع النية؟ فيه الخلاف الذي ذكره المصنف. (الصحيح) باتفاق الأصحاب أنه لا يصح إلا بالقول، ولا تنفع النية وحدها.)
وجاء في الإنصاف، وهو من كتب الحنابلة: ولا يصح [يعني النذر] إلا بالقول… هذا المذهب، وعليه الأصحاب. قال الزركشي: وهو المذهب المجزوم به لعامة الأصحاب. وجزم به في الوجيز وغيره. وقدمه في الهداية والمذهب ومسبوك الذهب والمستوعب والخلاصة والهادي والكافي والمحرر والرعايتين والنظم والحاوي الصغير والفروع والفائق وغيرهم)
.، والله تعالى أعلى وأعلم.

_____________________
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الطلاق» باب «الطلاق في الإغلاق والكره والسكران والمجنون» حديث (5269)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر بالقلب» حديث (127) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

تاريخ النشر : 18 ديسمبر, 2025
التصنيفات الموضوعية:   17 الأيمان
التصنيفات الفقهية:  

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend