اليمين الغموس لاستبعاد الضرر

ارتكبتُ ذنبًا كبيرًا ندمتُ عليه وتبت إلى الله، ولو علم زوجي به فسوف يخرب بيتي ويُشرَّد أولادي، وهو يُريدني أن أحلف على المصحف على عدم ارتكاب هذا الذنب، فإن اعترفت ضاعت الأُسرة، وإذا حلفت كذبًا يكون يمينَ غَمُوسٍ، فهل يجوز الحلف إنقاذًا للأسرة ثم التَّوْبة ثانية؟ هل توجد كفارة ليمين الغموس؟ وهل الإصرار على إخفاء هذا الذنب عن زوجي حرام؟ علمًا بأنه أمر يخصُّه.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك العفو والعافية، وأن يتقبَّل توبتك بقبول حسن، وأن يُبدِّل سيئاتك حسنات، ولا شك في دقة الموقف وحساسيته، ولا يجرؤ أحدٌ من المفتين أن يُجيز لك أن تحلفي بالله كاذبة؛ فإن هذا لم يَحِلَّ في شريعةٍ قط، ولكن قد يُرخص فيه لا باعتبار حِلِّه في ذاته ولكن باعتباره قد تعيَّن سبيلًا لإنقاذ هذه الأسرة من التشرُّد، فيكون من جنس ارتكاب أقل الضررين، باعتبار أن مبنى الشَّريعة على دفع أعظم الضررين باحتمال أدناهما وتفويت أدنى الخيرين لتحصيل أعلاهما، وليكن عزاؤك تجديدَ التَّوْبة من هذا الإثم العظيم وتجديد العزم على عدم العودة إليه أبدًا، والإكثار من فعل الصَّالِحات فإن الحسنات يُذهبن السَّيِّئات، ولعل الله أن ينظر إليك نظرةً فيرحمك بها. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   17 الأيمان

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend