تناول الكوكاكولا

أنا أعيش في دولة اليهود المدعوة إسرائيل للأسف، أي من عرب الداخل الفلسطينيون، وهنا في البلاد اليهود يستعملون مأكولات ومشروبات الكيشير أي التي هي حلال حسب دينهم.
ولقد تفقد أحد الحاخامات مشروبَ الكولا وأعطى عليه إمضاءه أنه حلال حسب دينهم، إلا أنه أكد أن مشروب الكولا هذا يحوي على مواد طعم ورائحة من نبته الكولا والتي منها يصنع الكوكائين، إلا أنه يتم استخراج الكوكائين ورميه ولا يستعمل في مشروب الكولا، لكن الحاخام أكد أن مواد الطعم والرائحة مختلطة مع الإيثانول لكون الماء لا يُذيبها فيذيبونها بالإيثانول بكمية قليلة لإضافتها للمشروب.
إحدى المواد المسكرة كانت مدمجة مع الكحول، لكن في عيد البيساح طلب الحاخام تغييرها لكونهم في ذلك العيد يمنعون من تناول الكحول المستخرج من الحبوب، فإذن لابد في هذا العيد أن لا يستعملوا كحول الإيثانول، وعلى الأقل لا يستخرجونه من الحبوب.
المصدر- موقع ويكيبيديا العبري تحت اسم (كوكا كولا) لك التأكد والترجمة من الموقع من العبرية للعربية.
والآن أريد معرفة ما حكم الكحول المستهلك لإذابة المواد العطرية في ذلك المشروب؟ مع العلم أن أغلب الكولا ماء.
وهل إضافة الماء للكحول تطهِّره؟ وهل الكحول يصحُّ اعتبارُه كميةً قليلةً مستهلكة؟ لكن لا أعرف كم كمية الكحول بالضبط وكم كمية الماء المضاف. وهل استخراج الكوكائين يجعل الكولا حقيقة أم أن الكوكائين نجَّس الكولا وجعلها مسكرة؟
لدي حقيقة أن كحول الإيثانول متواجدٌ بالكولا، ولا أعلم إلا أنه يُضاف لإذابة المواد ذات الطعم والرائحة، فما العمل؟ وما ترشدني في هذا الأمر؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد جاء في قرار مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا حول ما يحلُّ ويحرم من الأغذية والأدوية ما يلي:
((لا يجوز تقصُّد خلط الأغذية أو الأدوية بشيء من المسكرات؛ سواء أكان ذلك لإضفاء نكهةٍ أو مذاق أو لغير ذلك من الأغراض، ولا حرج في تداول ما اشتمل على نسبةٍ قليلة منها بيعًا وشراءً وانتفاعًا؛ إذا استهلكت ولم يظهر أثرُها في لون الدواء أو الغذاء ولا طعمِه ولا ريحه، ولا إسكارٍ لمتناوله، لاستهلاكها في هذه الحالة وانغمارها في الطاهر المباح، فتكون حينئذ في محل العفو، مع التأكيد على أنه لا يجوز للمسلم أن يصنع شيئًا من ذلك، ولا أن يضعه في طعام المسلمين ولا في دوائهم، ولا أن يساعد عليه بوجه من الوجوه)).
وبناء على ذلك فلا نرى حرجًا في تناول الكوكاكولا؛ لأن هذه النسبة المضافة من الكحول لإذابة بعض مكوناتها نسبةٌ قليلة لا أثرَ لها على متناولها؛ فهي لا تُسكره مهما أكثر من شُرب الكولا، فتبقى على أصل الحل. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 18 ديسمبر, 2025
التصنيفات الموضوعية:   13 مسائل الأقليات المسلمة, 16 الأطعمة
التصنيفات الفقهية:  

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend