أكل اللحوم واستعمال الجيلاتين في هولندا

أسكن في هولندا الآن, وكثيرًا ما أُدعى في العمل إلى مناسبات حيثٌ يوجد بها طعام من اللحوم (الأبقار والفراخ) ولكني لا آكله لعدم تأكدي من كونه حلالًا. ذكر لي بعد الأصدقاء أن الحيوانات تُذبح في هولندا, ولا تُصعق, وبالتالي هذا يجعل أكلها حلالًا لذلك أردت التأكد من هذا الأمر.
أمر آخر أريد التأكد منه وهو أكل المواد الغذائية التي يدخل الجيلاتين الحيواني في تكوينها, إذ يوجد فتوى من الأزهر في مصر تقول بأن أكل تلك المواد حلال شرعًا, ولكني أردت التأكد لوجود فتوى أخرى تخالف هذا الكلام. وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الفتوى معرفة الواجب في الواقع، فلكَي نفتي في اللحوم التي تباع في الأسواق الهولندية لابد من معرفة كيفية ذبحهم، فإن تأكد لدينا أنهم يذبحون، وأنهم لا يُميتون الأبقار والأغنام بالوقذ أو الصعق فلا حرج في أكلها لدخولهم في عموم أهل الكتاب، فسل أهل الخبرة من المقيمين لديكم فعندهم جواب هذه المسألة في شقها العملي.
أما بالنسبة للجيلاتني الحيواني ففيه تفصيل:
• إن تأكدت أنه قد استُخلص من حيوانات مأكولة اللحم قد ذُكيت تذكيةً شرعية كان حلالًا.
• وإن تأكدت أنه قد استُخلص من حيوانات محرَّمة كالخنزير، أو حيوانات ميتة لم تُذَكَّ تذكيةً شرعية، حرم تناوله، إلا إذا كان قد انقلبت عينه واستحال أثناء استخلاصه إلى مادة أخرى. وهذا الذي لا نجزم به لاختلاف أهل التخصص في تحقق هذه الاستحالة. فيبقى على أصل المنع.
فقد جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي برابطة العالم الإسلامي: ((يجوز استعمال الجيلاتين المستخرج من المواد المباحة، ومن الحيوانات المباحة، المذكَّاة تذكية شرعية، ولا يجوز استخراجُه من محرم: كجلد الخنزير وعظامه وغيره من الحيوانات والمواد المحرمة)).
وفي قرار مجمع الفقه الإسلامي بجدة: ((لا يحل للمسلم استعمالُ الخمائر والجيلاتين المأخوذة من الخنازير في الأغذية. وفي الخمائر والجيلاتين المتخذة من النباتات والحيوانات المذكاة شرعًا غُنية عن ذلك)).
• وإن جهلت مصدره كان على أصلِ الحلِّ لدخوله في عموم طعام أهل الكتاب، ومن تورع لغلبة استعمال شحوم الخنزير في مثل ذلك فقد أحسن، وخير دينكم الورع. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 18 ديسمبر, 2025
التصنيفات الموضوعية:   13 مسائل الأقليات المسلمة, 16 الأطعمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend