فضيلة الشيخ أنا في علاقة جِدِّية مع فتاة وأنوي خطبتها قريبًا، لكنها قالت لي أنها تشكُّ في أنها فقدت غشاء العذرية في حادت سيارة حصل لها مند سنتين (كنت شاهدًا عليه) بسبب نزيف أصابها في منطقة الفرج، وتقول بأنها لا تُريد زيارةَ مختصة خوفًا من أن تكون فقدت هذا الغشاء، وأنها لن تحتمل الصدمة، وأنا صراحة غير مرتاح من هده القصة خاصَّة أننا من أسرة تونسية محافظة جدًّا، هل عليَّ تركها نتيجة هذا الشك؟ أفدنا يا دكتور وجزاك الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأرجو أن لا تكون هذه العلاقة بمعزِل عن الأهل والمحارم، إذ لا توجد خصوصية علاقة بين رجل وامرأة خارج إطار الزوجية أو المحرمية.
والأصل أن تُحمل أحوال المسلم على البراءة وعلى ظاهر السلامة، وإذا كنت شاهدًا على هذا الحادث الذي تذكر أنه تسبب في فقد عذريتها، فلا يوجد ما يدعو إلى القلق.
وهب أنه تلبست بمكروه فيما مضى وتابت إلى الله تعالى منه، فإن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات(1). و«التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ»(2).
فإن كانت الفتاة صالحةً حسنةَ الدين والخلق، فلا تشوش على نفسك بهذه الخواطر السلبية، واجمع في أمرك هذا بين الاستشارة والاستخارة، فإذا عزمت فتوكل على الله. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25)} [الشورى: 25].
(2) أخرجه ابن ماجه في كتاب «الزهد» باب «ذكر التوبة» حديث (4250) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وذكره الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» حديث (3145) وقال: «حسن لغيره».