أنا صاحبة فتوى «أبي سب الدين في حالة غضب فسألته فقال بأنه سب دين الزواج» وأنا أعتقد أنه لا يتذكر جيدًا، وأنا أتذكر وأعتقد أنه قال: «دين الجواز واللي بيتجوزوا». ولكني لست متأكدة، فقلت له: «هل تقصد دين الإسلام؟» قال: «لا، ده كلام إنشائي». وأخبرته بأن عليه أن يستغفر، وهذا الموقف منذ حوالي 3 سنوات، وأبي اعتقد وقت ذلك أنه لم يذنب ذنبًا، وقرأت أنه من المفروض أن يتوب خلال العدة، فهل يلزم تجديد العقد؟ مع العلم أن أبي متدين وأنا أشعر بالحرج إذا ما قلت له بأن يجدد العقد.
ولي سؤال آخر: لقد كنت في محاضرة علمية، وكانت الدكتورة قد أطالت علينا في المحاضرة، وقلت لزميلتي: «دي عايزة حد يسب لها بالدين». وكنت أقول ذلك من باب الضحك، ولم أقصد سب الدين الإسلامي أبدًا، وأحيانًا عندما أحكي عن شخص كثير السب أقول: «الآن لو تشاجر مع شخص سوف يسبه بالدين». ولم أقصد شيئًا أيضًا، فما الحكم عليَّ رغم أني متدينة ومتزوجة؟ وما حكم زواجي؟ وجزاكم الله خيرًا، وأطلب منكم الدعاء لي، فإني كثيرة الشك.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فما وقع من والدك كان جهالة وسفهًا، وقد اعتقد وقتها أنه لن يسب دين الإسلام وإنما سب تديُّنَ هؤلاء الذين يتزوجون، ويأتون بالمنكر من القول والعمل، فإن كان هذا مقصوده فيكون سبًّا للمسلم وليس سبًّا للدين.
وعلى كل حال لقد طوي بساط هذا الأمر، ولابد أنه استغفر بعدها، كما هو الشأن في المسلم الذي يستغفر ربه دائمًا استغفارًا عامًّا من جميع ذنوبه، فلا تطيلي تشقيق القول في هذه المسألة، وإنما سليه أن يجدد الاستغفارَ في كل وقت وحين، لما علم من الذنوب ولما لم يعلم.
ولكن لا يكاد ينقضي العجب من قولك لمعلمتك لما أطالت: «دي عايزة حد يسب لها بالدين»! فهذا بقية من بقايا الجاهلية يلزمك التوبة منها، وهي لم تبلغ مبلغ سب الدين، ولكنها كادت.
فعظموا حرمات الله وعظموا شعائره، فإن ذلك من تقوى القلوب([1]).
___________________
واعلموا أن التديُّنَ ليس معلومات تُحشَى بها العقول، ولكنه خشية من الله عز وجل، وتعظيمٌ لحرماته وشعائره تعظيمًا يحمل أصحابه على الانكفاف عن محارم الله عز وجل، والوقوف عند أمره ونهيه. والله تعالى أعلى وأعلم.
([1]) قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)} [الحج: 32].