السؤال:
سألت والدي بالأمس، وأخبرته أن الكلمات الكفرية من أكبر المحرمات، وأنني أخاف أن يخرج من الإسلام بذلك، فأخبرني بأنني أغضبته، وأنه لم يقصد ذلك وكان غاضبًا، ولا يتخذ الكفر دينًا، لكنني أخبرته بشكل عام لم أسأله إذا استغفر أو تاب قبل عقد زواجي، فقد مرَّ على ذلك أشهر، وأنا أخاف أن أكون في عيشة محرمة، فإنه لم يتخذ الكفر دينًا، وقال لي: «كنتُ غاضبًا كثيرًا».
ثم ألا يكفي حضور عمي الولي الثاني الذي يلي أبي وسماعه موافقتي على زوجي؟ وهل يكون إنكاحُ أبي لي صحيحًا لو كان في حالة الكفر أم يكون باطلًا؟
مع العلم بأن هذه عادة أبي إذا غضب جدًّا يتكلم بذلك وأنا مؤخرًا نبهته إلى ذلك، وهو يقول بأنه لم يقصد ذلك كلما أطلب منه الاستغفار بعد غضبه، وأيضًا هو يصلي بغير التزام، ولذلك لا أعلم إذا صلى في ذلك اليوم قبل عقده نكاحي، فهل صلاته حينها تُرجعه للإسلام لأن بها نطق الشهادتين؟
هو لا يقصد الردة ولا الاستهزاء بالدين، لكنه قالها حين غضبه وعصبيته ولم يكفر باستهزاء للدين أو بإنكار شيء منه، ولما أخبرته بأنه لو فعل ذلك ثانيةً فعليه أن يستغفر ويستشهد فقال لي: «أنا لم أقصد ولا أريد أن أكفر ولم أقصد نطق الكفر، فكيف أتشهد وكأني غير مسلم؟!».
وأيضًا حتى قبل مشكلتنا هذه كان كلما يغضب يفعل نفس الأمور حين الغضب الشديد، وهو قد أصبح مريضًا بالقلب لشدة غضبه، وهو يستغرب كلما أطلب منه التشهد بعدها فيقول: «أنا لم أكفر».
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد ذكرت لك أن حضور عمك لا يغني من الأمر من شيء؛ لأن الذي باشر عقد الزواج هو الأب وليس العم، فلماذا تعيدين السؤال مرة أخرى؟! فليست العبرة بمن سمع موافقتك على الزواج، بل العبرة بمن باشر لك العقد.
وإذا كان غضبُ والدك قد بلغ به مبلغ الإغلاق فلعله يكون معذورًا في هذه الحالة، وهو يزعم شدةَ الغضب، وأنت تقولين لقد أصبح مريضًا بالقلب لشدة غضبه، فيُحمل حاله على الإغلاق تصحيحًا للعقود ما أمكن. واستمرِّي في مناصحته بأن يملك نفسه عند الغضب. والله تعالى أعلى وأعلم.