أزاول دراستي في مرحلة الدكتوراه في بلاد الغرب، وأعيش برفقة خالي، وقد تعرَّفت على شابٍّ مسلم سُنِّيٍّ متديِّن يُناسبني سنًّا ومستوًى ثقافيًّا.
أبي يرفض زواجي منه، ويعيب عليه أنه من جنسية عربية أخرى، ولكن خالي موافق ويشجعني على التَّمسُّك به وعدم اليأس من إقناع أبي، لكنني أخشى من إغضابه؛ إذ إنه سريع الانفعال، وقد تكرَّرت محاولاتي لمدة تناهز السنة، لم يقتنع فيها بأيٍّ من البراهين الدينيَّة، حيث إنه عِلْمانيٌّ ويرفض حتى أن أضع الحجاب، وأنا أعاني من ذلك معاناةً شديدة.
فكيف تنصحونني بالتَّعامل معه وإقناعه؟ علمًا بأنني أُحبه ويحبني حبًّا جمًّا، ولا أجرؤ على إيلامه، إذ بإمكان خالي أن يُزوِّجني.
ومن ناحية أخرى أحب هذا الشابَّ الذي أتوافق معه تمامًا، لكن الانتظار طال وأعمارنا تقارب على الثلاثين ونحن في حيرة شديدة. فدلُّونا يدلكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن الخالَ ليس من العَصَبات، والولاية في باب الزَّواج إنما تكون في العَصَبات، أي الأقارب من جهة الأب، ولا تكون في المحارم وهم الأقارب من جهة الأم.
فالذي ننصح به الاستماتة في إقناع الوالد بذلك، والتماس الشَّفاعة لديه ممن يحبهم ويثق فيهم، سواء أكانوا من أهل الدِّين أم من أهل الدُّنيا.
فإذا وصلنا إلى طريق مسدود فالسُّلطان وليُّ من لا ولي له؛ إذ يُمكنك في هذه الحالة عرض الموقف على أقرب مركزٍ إسلاميٍّ ليتولَّى إمامُه التَّصرُّف في هذا الموقف، إما بإقناع الوالد إذا قدر على ذلك، أو بأن يتولَّى بنفسه أو بتفويض خالك في تزويجك؛ لحديث: «فَإِنِ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ».
وأئمة المراكز الإسلاميَّة خارج ديار الإسلام يقومون مقام السُّلطان، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.