زميلة لي تسأل عن موقف إحدى جارتها تعرضت للاغتصاب منذ سنين وكتمت الحادثة عن أهلها، ولا أدري تفاصيل الموضوع، والآن تقدَّم لها شابٌ وحكت له الأمر وهو يثق في أخلاقها وصدقها وأصر على إكمال الزيجة ويرغب في سترها، وهي الآن في حيرة لأن في عقد الزواج تُقِرُّ أنها البكر الرشيد وحالتها النفسية سيئة جدًّا، هي ليست بكرًا لكن خطيبها يعرف الحقيقة، فهل عليها إثم أمام الله إذا سترت نفسها برغم وجود هذه الجملة في العقد؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن وجود هذه الكلمة في صيغة العقد الرسمية لا يُؤثر على صحة هذا العقد، وإن المحافظة على الستر وصيانة الأعراض أولَى من المحافظة على دقة التعبير في العقد، ويمكن التعريض بأن هذا باعتبار ما كانت عليه قبل الاغتصاب، فإن في المعاريض مندوحة من الكذب(1). والله تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) فقد أخرج البيهقي في «شعب الإيمان» (4/ 203) حديث (4794) عن مطرف بن عبد الله قال: أقبلنا مع عمران بن حصين من البصرة إلى الكوفة فما من غداة إلا يناشد فيها الشعر ويذكر فيها أيامَ العرب، وكان يقول: إن في المعاريض مندوحة عن الكذب. وقال البيهقي: «هذا هو الصحيح موقوفًا».