ما هو حكم الشرع لمن تترك فراش الزوجية لمعاقبة زوجها بحجة أنه أغضبها من شيء وفي نفس الوقت تصلي وتقرأ القرآن؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فنبدأ بنصيحة الزوج أن يُحسن إلى أهله، وأن يحفظ فيهم وصية النبي صلى الله عليه وسلم : «اسْتَوْصَوْا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا»(1). وقوله صلى الله عليه وسلم : «اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ؛ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ الله، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ الله»(2). وقوله صلى الله عليه وسلم : «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ»»(3). وقوله صلى الله عليه وسلم : «مَا أَكْرَمَهُنَّ إِلَّا كَرِيمٌ، وَمَا أَهَانَهُنَّ إِلَّا لَئِيمٌ»(4).
ثم نثني بتوجيه النصيحة إلى الزوجة أنه لا يحل لها أن تهجر زوجها في المضجع، وأنها عندما تفعل ذلك تتعرَّض للعنة الملائكة لها حتى تصبح، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ، فَلَمْ تَأْتِهِ، فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا الْـمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ»(5).
ونقول لها: إن نبيك صلى الله عليه وسلم قال: «لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْـمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا»(6).
فاتقي الله في زوجك، وتداركي ما كان منك من قصور أو تقصير، وائتمرا بينكما بمعروف. ونسأل الله أن يردَّكما إليه ردًّا جميلًا، وأن يقذف المحبة بينكم والهدى في قلبكما، والله تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) أخرجه البخاري (5186).
(2) أخرجه مسلم في كتاب «الحج» باب «حجة النبي ﷺ» حديث (1218) من حديث جابر بن عبد الله ب.
(3) أخرجه البخاري (3895).
(4) أخرجه ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (13/ 313) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
(5) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «بدء الخلق» باب «ذكر الملائكة» حديث (3237)، ومسلم في كتاب «النكاح» باب «تحريم امتناعها من فراش زوجها» حديث (1736)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
(6) أخرجه أحمد في «مسنده» (4/381) حديث (19422)، وابن ماجه في كتاب «النكاح» باب «حق الزوج على المرأة» حديث (1853)، وابن حبان في «صحيحه» (9/479) حديث (4171)، من حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه ، وذكره الألباني في «السلسلة الصحيحة» (1203).