تقدم لأخت زوجتي شابٌّ يعمل في بنك «أبو ظبي» البنت رفضت بسبب خوفها من الربا، لكن والديها يُصرَّان أن رأيها خطأ وأن عملَه ليس به شُبَهٌ. أفيدونا يرحمكم الله هل تكمل أم ترفض؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأما القولُ بأن عمله ليس فيه شُبهةٌ فهو قولٌ ظاهرُ البطلان، فالبنوك التجارية مؤسسات ربوِيَّة يَعلم ذلك القاصي والداني، فأدنى ما يُقال فيمن يعملون بها أن مكاسبهم منها تكتنفها شبهات من جهة الإعانة على الإثم والعدوان، أو المشاركة في كتابة الربا وإيكاله للمرابين إلا إذا كان الحديث عن بنك إسلامي.
وقد بحث مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا قضيةَ العمل في البنوك الربوية، وانتهى فيها إلى هذا القرار الذي أسوقُه لك بنصِّه ومنه يعلم الجواب:
((الأصل في العمل في المصارف الربوية أنه غير مشروع، للعن النبي صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقوله: «وَهُمْ سَوَاءٌ»( ). مع اعتبار الضرورات، على أن تقدر بقدرها ويسعى في إزالتها.
وقد رخصت المجامع الفقهية لمن لم يجد عملًا مباحًا أن يعمل في الأماكن التي يختلط فيها الحلال والحرام, بشرط ألا يُباشر بنفسه فعلَ المحرم، وأن يبذل جهده في البحث عن عمل آخر خال من الشبهات.
والمجمع لا يرى ما يمنع من تطبيقِ هذا الحكم على العمل في المصارف الربوية، فيرَخِّص في العمل في المجالات التي لا تتعَلَّق بمباشرة الربا كتابةً أو إشهادًا أو إعانةً مباشرة أو مقصودة على شيء من ذلك)).
وبناءً على ما سبق فإن كان الخاطبُ يقرُّ بحرمة الربا، ويعزم على البحث عن بديل مناسبٍ مشروع، وعلى التحول إليه عند القدرة على ذلك- فلا حرج في قبول خطبته. والله تعالى أعلى وأعلم.
قبول خطبة من يعمل في بنك ربوي
تاريخ النشر : 25 أكتوبر, 2025
فتاوى ذات صلة: