تقدم لابنتي شابٌّ والده يعمل مديرًا لسلسلة فنادق في شرم الشيخ، وبالتأكيد سوف يساعد ابنه في الزواج. فهل المال حرامٌ؟ وما رأيكم في الموضوع؟ وما نصيحتكم هل نقبل الشاب أم نرفضه؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد قضى سيدي وسيدك صلى الله عليه وسلم في ذلك عندما قال: «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ»(1).
فإن كان الشابُّ صاحبَ دين وخُلُق، فلا يُرَدُّ بسبب الشبهة التي تشوبُ دخلَ والدِه، إذ لا تزر وازرةٌ وزرَ أخرى.
والفنادق ليست شرًّا محضًا كالخمارات مثلًا، أو صالات القمار، ولكن يختلط فيها الحلالُ والحرام، وأموالها من قبيل المشتبهات، فالأصل فيها انها نزل ودار إيواء .
ومن اضطر للتعامل مع صاحبِ مال يشوبُه مثل ذلك فإنه يَنْصَح له، وينوي أن يأخذ من الجزء المشروع من ماله، ولعلَّ صلتكم به تكون سببًا في تحوُّل والده إلى وظيفة أخرى تكون أنقى لكسبِه وأرضى لربه، وتبقى الاستشارة والاستخارة. والله تعالى على وأعلم.
_________________
(1) أخرجه الترمذي في كتاب «النكاح» باب «ما جاء إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه» حديث (1084)، وابن ماجه في كتاب «النكاح» باب «الأكفاء» حديث (1967) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وذكره الألباني في «صحيح الجامع» (270).