أنا طالبة في أمريكا، تعرفت على أخ سوداني على خلق ودين وشهد له فضلاء وأئمة مساجد بالتقوى، ونحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدًا، إلا أن أهلي يرفضونه لا لشيء سوى لأنه أسود البشرة، وقد أجمعوا كلهم على الرفض.
وأنا أريد أن أحصن نفسي وأعفها، خصوصًا وأنا في غربة، أهلي يرفضون أيضًا حجابي، وقد ارتديت الحجاب من دون علمهم، وهم يهددونني إن ارتديت الحجاب أن يقطعوا عني النقود، لا أدري هل يصح أن أبث أمري إلى إمام المسجد ليكون وليي في عقد الزواج ما دام وليي رافضًا للفكرة إطلاقًا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فارفعي أمرك إلى إمام المسجد ليبدأ بالوساطة بينك وبين أهلك، لعل الله أن يوفقه في هذا السعي، ولعله أن يكلمهم مباشرة أو أن يكلم من يظن أن له كلمة مسموعة لدى وليك، فإن وفَّقه الله عز و جل فقد قُضي الأمر، وإن كانت الأخرى ورأى إمام المسجد أنه أمام عَضْل بغير حقٍّ جاز أن يتولى عقد الزواج لك على من تحبين، بعد أن يكون قد استنفد سعيه في الإصلاح والتوفيق؛ لقوله ﷺ: «فَإِنِ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ».
ويقوم إمام المسجد خارج ديار الإسلام مقام القضاء الشرعي داخلها، واستعيني يا بنيتي على هذه النازلة بقيام الأسحار والصلاة بالليل والناس نيام، فليس سهلًا أن تخرج المرأة عن طاعة أهلها، وأن تغامر بعلاقتها بهم، اللهم إلا إذا غلقت الأبواب وتقطعت الأسباب، ونسأل الله أن يجعل لك من عسرك يسرًا، ومن ضيقك فرجًا ومخرجًا. والله تعالى أعلى وأعلم.