أنا فتاة مسلمة، عمري اثنان وعشرون عامًا، تعرفت بشاب مسيحي يريد الإسلام، وهو في طريقه إلى ذلك والزواج بي، لكن حصل بيني وبينه شبه الجماع، أي أنه لم يُدخل ذكره لكنه فقط لمسه، ومرة أنزل عليه لكن لم يُدخله كاملًا، أي أنني بكر لحد الآن.
سؤالي: هل يجوز أن يتزوجني بعد أن يدخل الإسلام؛ لأنني سمعت أنه لا يجوز أن تتزوج المرأة الزانية ممن زنى بها؟
وهل يُعد الذي حصل بيني وبينه زنًى؟
أرجو منكم النصيحة، مع العلم أنه لأول مرة يلمسني رجل في حياتي، وأني أنوي التوبة، وضميري يؤنبني كثيرًا، لكني أحبه.
أنا ليس لدي ولي هنا، فمن يكون وليي في عقد زواجي؟ عائلتي هنا، لكن أبي وأمي مطلقان، أمي معي لكن أبي في بلاد عربية ليس معي.
أرجو من سيادتكم تقديم العون لي؛ فأنا في أمس الحاجة إليه، أعلم أني مذنبة ذنبًا عظيمًا؛ فلا تتركوني جزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد ألممت بكبيرة وجئت بفاحشة مبينة، فأول ما يلزمك هو المبادرة إلى التوبة إلى الله عز و جل ، وذلك بإصلاح الماضي بالندم، وإصلاح الحاضر بالإقلاع الفوري عن المعصية، وإصلاح المستقبل بالعزم القاطع على عدم العودة إلى ذلك أبدًا.
ثم يبقى النظر بعد ذلك في أسئلتك: الزنى هو إدخال الحشفة في فرج امرأة ولو بقيت بكرًا، ولا يخفى أن مجرد الملامسة ولو بغير إيلاج منكر من الفعل وفاحشة تسخط الرب جل في علاه، وهو الذي يسمع ويرى، وملائكته تكتب ما يقترفه عباده في حياتهم.
وإذا تاب كلٌّ من الزاني والزانية جاز لهما الزواج، فإن التوبة تَجُبُّ ما قبلها. ولابد من التحقق من إسلام هذا الشاب قبل التورط في الزواج منه.
ولابد من الرجوع إلى أوليائك في ذلك كله، فإنه لا نكاح إلا بولي، وما دام والدك على قيد الحياة فهو الذي يتولى عقد النكاح لك، ولا يؤثر طلاقه لأمك على ولايته، ولا يلزم حضوره بل يكفي توكيله لأحد الحضور في مدينتك، ولو كان التوكيل شفاهة عبر الهاتف، وليكن أمام المركز الإسلامي القريب منكم.
أسأل الله أن يردك إليه ردًّا جميلًا، وأن يرزقك توبة صادقة، وأن يقيل عثرتك، وأن يغفر زلتك. والله تعالى أعلى وأعلم.