جزاكم الله خيرًا عنا وعن المسلمين. عندي سؤال يحيرني وأتمنى له إجابة، طول عمري أقرأ الأسئلة في المواقع الدِّينية ولم أتخيل يومًا أني سأكون في حيرة من أمري ولا أجد إجابة لسؤال مهم في حياتي ويتوقف عليه اختياري لشريكة حياتي. أحببت فتاة التقيت بها في الجامعة الأمريكية كنا ندرس معًا اللغة الإنجليزية وهى تدرس في قسم اللغة اليابانية بجامعة عين شمس كانت في السنة الثانية وكنت في السنة الرابعة بكلية التجارة بجامعة عين شمس وتمنيت أن تكون زوجتي وشريكة حياتي وكان حلم حياة والدتها أن تسافر إلى اليابان في بعثة دراسية تابعة للجامعة وللمتفوقين فقط، شاءت الظروف أن تكون هذه الفتاة منهم وأنا كنت رافضًا فكرة السفر ولكنني أحسست أن رفضي أو عدمه ليس له أي أهمية لأنها كانت حلم والدتها، ودامت فترة معرفتي بها قبل السفر أشهرًا قليلة جدًّا وعندما اقتربت منها وجدتها فتاة ممتازة ولكنها صادفت ظروفًا مثل فقد والدها وهي صغيرة جدًّا وأنها البنت الكبرى؛ ولذلك كانت كل تصرفاتها التي كنت أعترض عليها ناتجة عن ذلك. وعندما فاتحت والدايَّ بعد رجوعها وقدرتي على خطبتها كان رفضهما على مبدأ الخطبة لأنها بنت وافق أهلها على سفرها لبلد بعيد وحدها ولذلك رفضوا.
وأنا لا أعرف ما موقف الدِّين الصريح تجاه ذلك، مع العلم أني أنا أيضًا كنت رافضًا فكرة السفر لعدم عملها إن شاء الله عندما تكون زوجتي. هل أقبل كلام والديَّ؟ وهل مبدأ السفر غير مقبول لفترة كبيرة ولمكان بعيد؟ وشكرًا وأتمنى الرد علي وجزاكم الله خيرًا.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا يحل سفر المرأة بغير محرم لكون ذلك من ذرائع الفتنة والنصوص في ذلك صحيحة وصريحة ووالداك على حق في تحفظهما فإن مثل هذه الجرأة لافتة للنظر ومدعاة إلى التحوط والحذر اللهم إلا إذا كان مرد الأمر إلى الجهل سواء من الفتاة أو من أهلها وكانت الفتاة من ذوات الفطر السوية التي تتقبل الحق متى لاحت دلائله فإن كانت كذلك واقتنع أهلك بذلك فلا حرج وإلا فالخير كل الخير في طاعتك لوالديك وبرك بهما واستجابتك لنصحهما ومَن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، والله تعالى أعلى أعلم.
التردد في الخطبة لعدم جمال المطلوبة