ما هو حكم مكالمة بنت لابن عمها في الموبايل، أو على الإنترنت، هل هو حرام أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فاعلمي يا بنيتي أنه لا توجد خصوصيَّة علاقة بين ذكر وأنثى تقتضي حِلَّ المؤانسة والمخالطة خارج إطار العلاقات الزوجيَّة أو علاقة المحرمية، وابن عمك ليس بمحرم لأنك تحلين له ويحل لك، فلا تجوز المحادثة لمجرد الدردشة وتزجية الأوقات، ولكن إذا وجدت حاجة جادة ومصلحة ظاهرة في هذا الحديث لطارئ طرأ أو لنازلة نزلت فيحل من المحادثة ما يلزم لدفع هذا الطارئ وقضاء هذه الحاجة، على أن يكونَ الحديث جادًّا وبالمعروف.
واعلمي يا بنيتي أن جُل المشكلات العاطفية والخلقية تبدأ من مثل هذه المحادثات التي تبدو أنها بريئة ثم تجرُّ أوائلها إلى ثوانيها، والثواني إلى الثوالث! ثم ينفث الشَّيطان نفثاته ويجر أطرافها إلى ما لا يُحمد عقباه حيث يندمون ولاتَ ساعة مندم! فما خلا رجل بامرأة إلا كان الشَّيطان ثالثهما! والخلوة قد تكون خلوة مجلس وقد تكون خلوة حديث! أسأل الله يا بنيتي أن يرزقك الهدى والتُّقى والعفاف والغنى. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.