أثارت إحداهن في الشاشات المرئية شبهةً مضمونها: أنه لا يوجد نصٌّ في القرآن يمنع من تعدُّد الأزواج للزوجة؟ ونُريد من أصحاب الفضيلة العلماء الردَّ على هذه الشبهة؟ ونتمنى منكم أن يكون الردُّ موسعًا لنُزيل اللبس الذي حدث عند العامة وأشباه العامَّة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا أظن مسلمًا غير مغلوبٍ على عقله يرتابُ في تحريم ذلك، وقبحه عقلًا وشرعًا وفطرة، فإن هذا من ثوابت الأمة ومما عُلم من دينها بالضرورة، ومن الأمور ما يُغني فساده عن إفساده، وبطلانه عن إبطاله.
وأخشى أن تكون هذه القضايا العبثية استدراجًا من خصوم الشريعة ليستهلكوا فيها طاقات أهل الدين، ويزجوا بهم في أتون معارك وهمية مع طواحين الهواء، استنزافًا لطاقاتهم، وتبديدًا لمذخور إمكاناتهم، وقد قال تعالى: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ﴾ [الروم: 60].
أما عن الدليل القرآني لمن يشغب حول هذه الحقيقة فهو منصوص عليه في كتاب الله في سورة «النساء»، في آخر ما ذكر من المحرمات التي بدأت بقوله تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ﴾ [النساء: 23]، وانتهت بقوله تعالى: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ [النساء: 24]، وذلك يعرفه القاصي والداني من أهل القبلة، ما لم يكن مغلوبًا على عقله.
وأرى الترفع عن الخوض في هذه السفاسف، أو الدخول في مثل هذه المحاورات العبثية. والله تعالى أعلى وأعلم.