أنا مُتزوِّج منذ سبع سنوات من فتاة من عائلة كريمة جدًّا، ولم يحدث بيننا أي مشاكل في خلال هذه الفترة، ورُزقنا بثلاثة أطفال، وهي موظفة، وأنا لم أقصِّر في حقها في أي شيء، وجاءت لي منذ أيام تعترف لي بأنها وقعت في فاحشة الزِّنى مع أحد زملائها في العمل منذ شهر مضى؟ لا أعلم لماذا فعلت ذلك، ولا هي تعلم كيف فعلت ذلك، وتقسم أنها كانت مُغيَّبة عندما ارتكبت هذه الفاحشة. فماذا أفعل معها؟ برجاء الإفادة سريعًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الزِّنى من الكبائر الموبقة، فـ««لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ»»(1)! و««إِذَا زَنَى الْعَبْدُ خَرَجَ مِنْهُ الْإِيمَانُ فَكَانَ عَلَى رَأْسِهِ كَالظُّلَّةِ، فَإِذَا أَقْلَعَ رَجَعَ إِلَيْهِ»»(2)، ويزداد الزِّنى قبحًا إذا كان من المحصنين والمحصنات، ولهذا كانت عقوبته في حقِّهم هي الرجم بالحجارة حتى الموت(3)! ومع هذا فلا يَعظُم ذنبٌ على التَّوْبة، فقد قال تعالى في الكفر وهو أعظم من الزِّنى:﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ﴾ [الأنفال: 38].
فإن آنستَ منها توبةً صادقة فأَقِلْ عَثْرَتَها واستُرْ عورتها، وأرجو أن تكونَ كمن أحيا مَوْءُودةً، وإن كُنتَ لا تُطيق صبرًا على ذلك فطلِّقها بهدوء، ولا تكشف لها سترًا ولا تنشر لها خبرًا. ونسألُ اللهَ أن يلهمك رشدك، وأن يرزقك الصبر على مصيبتك. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) متفق عليه.
(2) أخرجه مسلم.
(3) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الحدود» باب «الاعتراف بالزنى» حديث (6829)، ومسلم في كتاب «الحدود» باب «رجم الثيب في الزنى» حديث (1691)، من حديث عبد الله بن عباس ب قال: قال عمر بن الخطاب وهو جالس على منبر رسول الله ﷺ: إن الله قد بعث محمدًا ﷺ بالحق، وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها، فرجم رسول الله ﷺ ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الـحَبَل أو الاعتراف.