أنا فتاةٌ أعمل ممرِّضةً أُريد الحلال، وقد تقدَّم رجلٌ عربيٌّ أجنبي وأنا أُريده، ورفض والدي ارتباطي به بسبب جنسيَّته، وأنا أُريد أن أكونَ زوجة لهذا الرَّجُل؟ أفيدوني جزاكم اللهُ خَيْرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ يا بنيتي أنه لا نكاح إلا بوليٍّ، كما أخبر بذلك المعصوم ﷺ، كما أنه لا يجوز للوليِّ أن يعضل مُوَلِّيَته ولا أن يمنعها من الزَّواج من الكفء؛ لحديث: ««إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ»»(1).
والذي أنصحك به يا بنيتي هو التريث والإصغاء إلى نصيحة الأهل، فإنني أخشى أن تكونَ نزوةً عابرة لدى هذا العربيِّ لا تُفيقِين من حلمها إلا على قسيمة الطَّلاق يحملها إليك البريد، وقد تعوَّد بعضُ هؤلاء على كثرة الزَّواج والطَّلاق، ولدى بعضهم تأوُّل بجواز الزَّواج بنية الطَّلاق، فيأتي أحدهم وقد أضمر في نفسه طلاقَ من يتزوَّجها بعد حينٍ، فيقضي منها وطره ثم يتركها تتجرَّع مرارة الفرقة، وتكتوي وحدها بنيران الهجر، أنا لا أقول إنهم جميعًا كذلك، معاذ الله، فإنهم كغيرهم من البشر، فيهم الصَّالِحون وفيهم دون ذلك.
فتدبَّري يا بنيتي، والسَّعْيد من وُعظ بغيره لا من وعظ غيرُه به، استخيري الله عز و جل ، وكرِّري الاستخارة مرات ومرات، واضرعي إلى الله في الأسحار أن يأخذ بناصيتك إلى ما يُحِبُّه ويرضاه، وأن يحملك في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبةً. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) متفق عليه.