هناك شخص عزب يعيش في إحدى الدول الأوربية، وكما تعلمون أن هناك تَكثُر الفتنُ ومِن بينها فتنة النِّساء الجميلات، هذا الشَّخْص تعرَّف على امرأةٍ كانت تدرس معه في الجامعة وهو كان غيرَ قادرٍ على الزَّواج في وقتها؛ لذلك قام هذا الشَّخْص بعمل علاقة جنسيَّة مع هذه المرأة وحصل بينهما جماع، ولكنه قبل كلِّ هذا قال لها أن تقول: زوَّجتُك نفسي. فقالت هذه المرأة: زوَّجتُكَ نفسي. قال هو: قبلتُ.
ثم بعد ذلك اختلى بها وجامعها، ثم بعد يومين طلَّقها وقال لها: أنتِ طالقٌ. وهو يقول: إن ما فعله كان مجبرًا عليه حتى لا يقع في الزِّنى، وإن ما فعله يُعَدُّ في الإسلام عقدًا فاسدًا، والعقد الفاسد بإجماع العلماء- كما يقول- ليس زنًى، فهل هذا الكلام صحيح؟ وهل عليه إثم؟ وهل يُعتبر زانيًا أم لا؟ وماذا يفعل الآن؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فما أجرأَ صاحبَك هذا على ربِّه! وما أقبح أن يستخدم الفقهَ لتسويغ الـمُنكَرات والقبائح، قل له: يدرك نفسه بالتَّوْبة والنَّدم، وأعلمه أن ربَّه لا يُخادع! وأن إقراره بذنبه أرجى لتوبة الله عليه من هذه المغالطة، ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 110].
ثم عليه بعد ذلك أن يُبادر إلى الزَّواج المشروع الذي شرعه الله ورسوله، والذي يُراد به استدامة العشرة، وليس مُجرَّد المسافحة وإراقة الماء، وتستكمل فيه أركان الزَّواج ومُقوِّماته من الوليِّ والإشهاد والمهر والعلانية ونحوه، وهذه التي قَبِلَتْ أن تقولَ له: زوَّجتُكَ نفسي. كان يستطيع أن يتزوَّج بها زواجًا شرعيًّا صحيحًا، وهذا ينقض قولَه أنه غيرُ قادر على الزَّواج، بلى إنه لقادر، والدَّليل على ذلك ما فعله مع هذه المرأة التي استغفلها وفعل بها ما فعل، فاللَّهُمَّ هيِّئ له توبةً خالصة نصوحًا ويسِّر له أسبابَها وأَقِلْ عثرته يا رب العالمين. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.