أنا يتيمة الأب وتعرضت لظلم على يد إخواني وأمي، فقد زوجوني وأنا صغيرة لسكير مُجرِم، عذبني عذابًا شديدًا، ثم طلقني، وبلغ عمري الآن 30 سنة، وأخي الكبير وزوجاته يعذبونني، ويرفض تزويجي للكفؤ الملتزم، ويوافق على أسوأ الناس، فهربت وغيرتُ اسمي وجنسيتي، وتزوجت شخصًا ملتزمًا خطبني في السابق ورفضه أخي، والله يعلم بنيتي ونيته أننا رغبنا في الحلال، فما حكم زواجنا؟ وشكرًا شيخي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا علاقة للقضية المدنية المتعلقة بتغيير الاسم والجنسية بصحَّة عقد الزواج أو بطلانه، ما دام الزوج يعلم تمامًا من أنت، ولم يتعرض لتغرير به فيما يتعلق بالاسم أو الجنسية، فعقد الزواج في ذاته عقدٌ صحيح.
ولكن يبقى النظر بعد ذَبِّكِ في الجانب المدني والجنائي، وتلك قضية قانونية مردُّها إلى القضاء الجنائي والمدني، وقبل ذلك قضية شرعية فيما يتعلق بالكذب والغش والتزوير، ومردُّها إلى الله عز وجل، فهو العليم بمدى الضرورة التي قامت بك، والتي ألجَأَتْكِ إلى ذلك، وأبواب التوبة مفتوحة لكل من عمل سوءًا بجهالة، أو بسوء تقدير للضرورة. والله تعالى أعلى وأعلم.