ما حكم المرأة المُتزوِّجة من رجل لا تحبه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن أقلَّ البيوت ما يُبنى على الحب، وإنما يتعاشر النَّاس بالإسلام والأحساب، أمام هذه المرأة طريقان:
إما أن تصبر على ذلك وتعدَّه جزءًا من البلاء الذي يُثاب عليه الصَّابرون، فترتفع به درجاتهم وتحط به خطيئاتهم، وقد يقذف الله محبَّتها لزوجها في قلبها ببَرَكة هذا الصبر والاحتساب، لاسيَّما إذا كان لها من زوجها أولادٌ ينبغي أن توضع رعايتهم وتدبير شئونهم موضع الاعتبار.
أما الأمر الثَّاني وهو بدوره مشروعٌ كذلك فهو أن تخالع زوجها، فترد إليه ما بذله لها من مهرٍ، وتطلب منه أن يخلعها، فإن فعل فقد بانت منه بينونةً صغرى، ثم ترتبط بعد خروجها من عدتها بمن تشاء، ولا حرج عليها في ذلك إن خشيت ألا تقيم مع زوجها حدود الله، وقد جعل الله ذلك قرآنًا يتلى في قوله تعالى: ﴿وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ﴾ [البقرة: 229].
هذا ونسأل اللهَ جلَّ وعلا أن يُلهمها الرشد، وأن يحملها في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبة، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.