أبدأ الحكاية منذ البداية: تعرفت على شاب في بلدي العربي، وذلك أثناء الدراسة في الجامعة، واتفقنا على الزواج، وكانت علاقتي به علاقة سطحية أي كما يقال: أحببنا بعضنا عن طريق الرسائل فقط، بحكم أنني أعيش في عائلة محافظة والحمد لله، أثناء ذلك سافر هذا الرجل إلى الخارج لإيجاد عمل، وبقيت على اتصال معه عبر الهاتف والرسائل لمدة سنتين، ثم أخبرني أنه يجب أن يتحصل على الأوراق ليستطيع أن يتزوجني، وأن أذهب معه إلى الخارج، وللحصول على هذه الأوراق يجب أن يتزوج من هذا البلد، وفعلًا وافقته على الزواج، وبالطبع كانت هذه المرأة لا تعلم أنه تزوجها لأجل الحصول على أوراق الإقامة وأنه سيطلقها فور حصوله على الأوراق، وفعلًا عاش مع هذه المرأة وأنفق عليها وعاشرها معاشرة حسنة، وعند حصوله على الأوراق طلقها مدعيًا أنهما ليسا على نفس الدين، وأن الحياة لا تستطيع أن تستمر بينهما، ثم تزوجني أنا، وقد قدمت أنا إلى هنا، والحمد لله أحب زوجي ويحبني ويحترمني، ودائمًا يقول أنني وقفت معه في المصاعب. وأنجبنا طفلًا والحمد لله.
المشكلة الوحيدة أنني دائمًا أتذكر تلك المرأة، وأحس أننا ظلمناها، وأن زواجه بها حرام ولا يجوز، وسيعاقبه الله عليه. اعترضتنا بعض المصاعب المادية، وقلت لزوجي: إنه عقاب من الله لزواجك بتلك المرأة وكذبك عليها. فيقول: إنه كان سخيًّا معها من ناحية المال، وأنها استغلته ماديًّا. المهم: أنا حائرة في كفارة ما قمنا به، وهل يوجد شيء نكفر به عن ذنبنا حتى يبارك لنا ربنا في ابننا ومالنا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فما كان لزوجك أن يتزوج هذه المرأة وقد أضمر في نفسه طلاقها بعد قضاء وطره منها، فإن الزواج بنية الطلاق محرَّم؛ لما ينطوي عليه من الغش والتدليس، ولتعارضه مع طبيعة عقد الزواج الذي يقتضي التأبيد واستدامة العشرة.
على كل حال لقد انقضى الأمر وأصبح تاريخًا، وليس أمام زوجك إلا التوبة والاستغفار، والإحسان إلى هذه المرأة بشيء من العطاء إن كان له إلى ذلك سبيل. ونسأل الله لنا وله الهداية والسداد. والله تعالى أعلى وأعلم.
الزواج مع إضمار الطلاق
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 05 النكاح