أبي رفض أن يكون وكيلي، وأعمامي خائفون من بطشه، ولا يريدون التوكل لي، فبم تنصحني؟

لقد أصبحت أمامَ هذا الزوج وكأنني بدون أهل، وكلهم يتبرءون مني خوفًا من أبي، أمي وأخواتي البنات وعمتي موافقات، ولكن لا يوجد رجلٌ أجعله وليَّ أمر لي ليشرفني أمام هذا الزوج, انصحني يا شيخ.

أنا اتفقت مع الشاب أن مهري هو شبكتي المقدرة بـ10000 جنيه، ومؤخري 10000 جنيه، وسيقوم بتوفير السكن لي بكل مستلزماته, فهل أنا هكذا أراعي الله في طلباتي ولا أقلل من نفسي؟ مع العلم أنهم عائلة ملتزمة ولا يهتمون بهذه الأمور، انصحني يا شيخ، أنا عقد قراني الأسبوع القادم، وكلهم تخلوا عني.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:

فلا علم لي بأسباب رفض أهلك لتزويجك، فإن لم يكن لديهم مسوغ شرعي لذلك كان هذا عضلًا وظلمًا لا يحلُّ لهم، وإذ ذاك تنقل الولاية إلى القضاء الشرعي، أو من يقوم مقامه؛ لحديث «فَإِنِ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ»^([1]).

واحرصي على مهر المثل حتى لا يُتَّهم زوجك بأنه استغل هذه الأجواء النكدة وبخسك حقك، أو تتهمي بأنك أرخصت نفسك، ومقدار مهر المثل يرجع إليه في ضوء أعراف المنطقة التي تعيشين فيها، ومهور أمثالك من النساء. والله تعالى أعلى وأعلم.

_______________________

([1]) أخرجه أحمد في «مسنده» (6/ 47) حديث (24251)، وأبو داود في كتاب «النكاح» باب «في الولي» حديث (2083)، والترمذي في كتاب «النكاح» باب «ما جاء لا نكاح إلا بولي» حديث (1102)، وابن ماجه في كتاب «النكاح» باب «لا نكاح إلا بولي» حديث (1879)، والحاكم في «مستدركه» (2/ 182) حديث (2706). وقال الحاكم: «حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»، وذكره ابن الملقن في «خلاصة البدر المنير» (2/ 187) وقال: «قال ابن الجوزي: رجاله رجال الصحيح. وقال ابن معين: إنه أصح حديث في الباب»، وصححه الألباني في «إرواء الغليل» حديث (1840).