أنا شاب خطبت فتاة, ما حكم لو أرسل رسالة في الفيس أو الواتس آب لخطيبتي. لكي يكون بيني وبينها علاقة مستمرة. هل الحب قبل الزواج حرام؟ أنا بحاجة إلى التوجيه فضيلة الشيخ. جزاكم الله خيرًا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الخِطبةَ لا تُحلُّ حرامًا في العلاقة بين المخطوبين، فالمخطوبة لا تزال أجنبيةً، يسري عليها ما يسري على سائر الأجنبيات، من تحريمِ المغازلة، والمباشرة، والخلوة، ونحوه، ولا يستثنى في العلاقة بها إلا رُؤيتها، ليتحقق الخاطبُ من مدى مناسبتها له كمخطوبةٍ.
وما يكون من حديث في مرحلة الخِطبة لا يشرع إلا أن يكون بالمعروف، بلا مغازلةٍ ولا خضوعٍ بالقول، فما تستحيي أن تذكره لها أمام محارمَها لا يجوزُ أن تذكره لها في خلوة منها في هذه المرحلة.
أما عن سؤالك عن الحبِّ قبلَ الزواج فأودُّ أن أنبه إلى أن المشاعر البشرية الجبليَّة المجردة لا تكون موضعَ مُساءلة، وإنما تكون المساءلة عما يبعث إليها، أو عما يترتب عليها من أقوال أو أفعال، أما العاطفة المجردة فلا حرج فيها، فقد قال البدر العيني في شرحه لصحيح البخاري عند حديثه عن العِبَر المستفادة من قصة بَريرة ومغيثٍ «الخامسة: أنه لا حرج على مسلم في هوى امرأة مسلمة وحبِّه لها، ظهر ذلك أو خفي، لا إثم عليه في ذلك، وإن أفرط ما لم يأتِ محرمًا ولم يغشَ إثمًا»(1).
ولكن تكون المسئولية عما دعا إليها من تصرُّفات سابقة، كمُسارقة للنظرِ ومغازلة بالقول، أو مناجاة في خلوة ونحوه، وما يترتب عليها من استباحة لشيءٍ مما لا يكون إلا بين الزوجين.
وأوصيك با بنيَّ بتقوى الله عز وجل فإنك إن اتقيت ربك في هذه الفترة وحجبت نفسك عما لا يحلُّ لك بارك الله لكما في هذه العلاقة، ومتعكما بها عندما يصير كل منكما حلًّا للآخر، ولا تستعجل فكل آت قريب. والله تعالى أعلى وأعلم.

________________
(1) «عمدة القاري» (20/269).