أكتب إليك سيدي بعدما أثقل كاهلي همي وضاقت بي الدُّنيا واسودَّت في عيني، فزوجي يا سيدي يشاهد الأفلام الجنسية، تارة يتوب وتارات يعود، وواجهته كثيرًا فيأبى أن يقر بما يشاهده، وإذا كان الدَّليل دامغًا يتحجج بأنه لم يكن هو من شَاهد وإنما جاءت على الكمبيوتر الخاص به من تلقاء نفسها.
وهو من هو في الدين والدَّعْوة، فهل علي إثم في تجنبه واعتزاله حتى يختار ما يريد زوجته أم المومسات؟ علمًا بأني حين أعلم أنه عاود مشاهدة هذه المواد الإباحية تعافه نفسي ولا أتحمل قربه، فمشاعري كأنثى لا تطيق ما يفعله؟ وجزاكم الله عني خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الذي ننصح به أن تعطي لنازلتك هذه مزيدًا من الصبر، ومزيدًا من جرعات الدَّواء لهذا الزَّوْج المبتلى، لتبدأ المعالجة بحسن التبعل له، وأنت أخبر بما يفتقده ويجعل شيطانه يحمله على ركوب هذه المراكب الوعرة من الإثم والفسوق عن أمر الله، ثم يلي ذلك أو يصحبه مداومة النصيحة وحسن اختيار التوقيت عند بذلها، وبيان أن ذنوب الخلوات من أعظم أسباب الانتكاسات! وأنه إذن يخدع النَّاس بالله ويتسربل بسربال الدَّعْوة وهو على هذه الحالة من الخطيئة مُعرَّض لسخط الله عليه! وأن يهتك الله ستره في لحظة من اللحظات! فلا يغرنه حلم الله عليه وستر الله له ومعافاة الله له، ثم يصحب ذلك كله صدق اللجء إلى الله عز وجل أن يرد زوجك إليه ردًّا جميلًا، وأن يُقيض له من يُعينه على الخروج من هذه الكبوة، وتخيري أوقات الإجابة، لاسيما في هذه الأيام العشر القادمة، وثقي أن رحمة الله قريب من المحسنين!
اصبري وصابري وداومي النصيحة، ولكل حادث حديث. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.