أنا فتاة، أكرمني الله بكل شيء أريده، من أم وأب وإخوة، وإنترنت ولاب توب وموبايل وتليفزيون، وسفر وتعليم وصحة، والحمد لله، كل شيء، وأحمد الله أني أملك من الحياء والأخلاق الكثير.
ولكني في يوم سجلت على الفيس بوك بغير اسمي الحقيقي، أقصد عملت حسابين، منهما حساب عملته للمنتدى، وقد أضافني صديق وأنا لم أعرف أنه شاب أم فتاة، ولكنه اتضح أنه حبيب صديقتي، ولكني لم أكن أتكلم معه بأي من المواضيع الخاطئة، فقط عن الحياة، وأيضًا أصر أن يقول لي: إنه صادق، ولم يغازلني أو شيئًا من هذا، فقط كلام عادي، وهو يصر ويقول: إني غير الشباب، وأكره كل شاب يكون يأخذ تسلية، وإني لو كنت ذئبًا لما قلتُ لكِ أني أحب فلانة من البداية، وأن أولاد صفي ذئاب مفترسة، وأحمد الله أني لست منهم.
ما حكم أن أتكلم معه بدون صدور أية هفوة مني أو زلة، فقط مجرد عادي؟ أكمل أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا ينبغي لك الاسترسال في هذه المحادثات، ولا ينبغي أن تخدعك هذه البراءة التي تظهر في البداية ولا أن تأمني عواقبها! فكم من شراكٍ نَصَبها الشيطان واستدرج بها كثيرًا من الغافلات، فدسَّ لهن السم في العسل، وأتاهن من مأمنهن، والسعيد من وُعظ بغيره لا من وعظ بنفسه.
كفي يا بنيتي عن الاسترسال في هذه المحادثات، وتكلمي مع أرحامك أو مع بنات جنسك، واشغلي نفسك بعمل نافع، بدلًا من تزجية الأوقات في مثل هذه المحادثات التي لا طائل تحتها، ولا يجني أصحابها من ورائها إلا الندامة في نهاية المطاف، ألا هل بلغت؟! اللهم فاشهد. والله تعالى أعلى وأعلم.
