لقد منَّ الله عليَّ وعلى زوجي بنعمة الأطفال، ولنا من الأطفال اثنان. ومنذ حوالي سبع سنين ونحن نسعى لحدوث حملٍ طبيعي ولكن لم يشأ الله، واتجهنا للأطباء والتحاليل، ونحن نعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، وجميع الأطباء أكدوا سلامتنا نحن الاثنين، وأنه لا يوجد ما يمنع حدوث حمل، ولرغبتنا الشديدة أنا وزوجي في ذلك اقترحت علينا إحدى الطبيبات أن نُجرِيَ عملية طفل الأنابيب هنا في أمريكا، ولكننا لسنا متأكِّدَيْن من مدى جواز ذلك لنا؛ حيث إننا لسنا محرومَيْن، ولكن هناك رغبةٌ شديدة في إنجاب المزيد من الأطفال، ونحاول العمل بطَرْق جميع الأبواب؛ حيث إن بعض الأطباء قالوا لنا أنها قد تكون من أفضل الوسائل في الوقت الحالي مع عدم توفر أسباب واضحة لحالة العقم التي نمرُّ بها. جزاك الله عنا خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا حرج في اللجوء إلى هذه الطريقة ما دام الحيوان المنوي من الزوج، والبُيَيْضة من الزوجة، وتُزرع اللقيحة في رحِم الزوجة نفسها، ففي ظل التأكد من هذه الضوابط فلا حرج في ذلك، وهو ما اتفقت عليه المجامع الفقهية المعاصرة، فقد جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي ما يلي:
أولًا: الطرق الخمس التالية محرمة شرعًا، وممنوعة منعًا باتًّا لذاتها، أو لما يترتب عليها من اختلاط الأنسابِ وضياع الأُمومة وغير ذلك من المحاذير الشرعية:
الأولى: أن يجري التلقيح بين نطفةٍ مأخوذةٍ من زوج وبُيَيْضة مأخوذة من امرأة ليست زوجته، ثم تزرع تلك اللُّقَيحة في رحم زوجته.
الثانية: أن يجري التلقيح بين نطفة رجلٍ غير الزوج وبُيَيْضة الزوجة، ثم تزرع تلك اللقيحة في رحم الزوجة.
الثالثة: أن يجري تلقيحٌ خارجي بين بذرتي زوجين ثم تُزرع اللقيحة في رحم امرأة مُتطوِّعة بحملها.
الرابعة: أن يجري تلقيحٌ خارجي بين بذرتي رجلٍ أجنبي وبُييضة امرأة أجنبية وتزرع اللقيحة في رحم الزوجة.
الخامسة: أن يجري تلقيحٌ خارجي بين بذرتي زوجين ثم تزرع اللقيحة في رحم الزوجة الأخرى.
ثانيًا: الطريقتان السادسة والسابعة لا حرج من اللجوء إليهما عند الحاجة مع التأكيد على ضرورة أخذ كل الاحتياطات اللازمة وهما:
السادسة: أن تؤخذ نطفة من زوج وبُييضة من زوجته ويتم التلقيح خارجيًّا ثم تُزرع اللقيحة في رحم الزوجة.
السابعة: أن تؤخذ بذرة الزوج وتحقن في الموضع المناسب من مهبل زوجته أو رحمها تلقيحًا داخليًّا. والله تعالى أعلى وأعلم.