شيخنا الفضيل: أريد أن أستفسر منك عن موضوع المهر:
أحببت رجلًا ودامت علاقتنا سنتان، واتفقنا على الزواج، كان بيننا قبل الزواج مقابلات واختلاء مع بعض، وأنا لم أكن أريد أن تكون علاقتي معه في الحرام، مارسنا الحرامَ لكن لم نصل إلى الزنا العميق، ولم يفض بكارتي، آسفة على الكلام الجريء، لكن أريد أن تعرف قصتي كيف كانت.
المهم وضعتُ حدًّا للموضوع أن نتزوج بأسرع وقت، أريد الحلال وأريد الستر، لكنَّ وضعَه الماديَّ سيءٌ لا يستطيع أن يدفع قيمة مهر بالكامل فساعدته وقلت له: أنا أعطيك المال تدفعه مهرًا لي ليكون أمام أهلي أنه منك. دفعت أنا سبعة وعشرون ألفًا وهو أكمل ثلاثةَ آلاف، وعقدت عقدي، سُمِّي في العقد مهري ثلاثين ألفًا، وتزوجنا زواجًا إسلاميًّا على سنة الله ورسوله.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الزواج صحيحٌ، فلا حد لأقل المهر ولا لأكثره على الصحيح، وأتبعي السيئة الحسنة تمحُها([1]). ولعل الله أن يتقبل توبتك، وأن يغسل حوبتك، وأن يقيل عثرتك. والله تعالى أعلى وأعلم.
____________________
([1]) فقد أخرج أحمد في «مسنده» (5/ 153) حديث (21392)، والترمذي في كتاب «البر والصلة» باب «ما جاء في معاشرة الناس» حديث (1987) من حديث أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْـحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ». وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».