أنا إنسانة متأخرة عن الزواج، فهل هناك أدعية لتسهيل الزواج؟
وأنا أعاني من العصبية من أتفه الأمور، فهل هناك علاج؟
وأنا قد تشاجرت مع إحدى جاراتي لسبب تافه، فهل أحاول أن أصالح هذه الفتاة أم لا؟ وهل هي سوف تتقبل هذا الصلح أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا أعرف يا بنيتي دعاء مأثورًا بعينه في هذا الباب، ولكن أبواب ربك مفتوحة على مصراعيها، وربك أكرم الأكرمين، يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرًا خائبتين(1)؛ فاضرعي إلى ربك جل وعلا، وتحيَّني أوقات الإجابة، كالثلث الأخير من الليل، وآخر ساعة بعد عصر يوم الجمعة، ونحوه، واسألي الله بما ورد في السنة الصحيحة أنه اسمه الأعظم، مثل: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ»(2) ثم تذكُرين حاجتك، وقدِّمي بين يدي دعائك توبةً صادقة؛ فإنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة(3).
ونُوصيك بالمبادرة إلى إصلاح ما فسد من علاقتك بجارتك على الفور، ولا تترددين في ذلك ولا تُسوفين؛ فقد قال ﷺ: «لَا يَحِلُّ لِـمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ؛ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ»(4).
كما نُوصيك بوصية رسول الله ﷺ لمن جاءه وقال له: أوصني يا رسول الله. قال: «لَا تَغْضَبْ». فكرر مرارًا فقال: «لَا تَغْضَبْ»(5).
واذكري أن المؤمنَ إِلْفٌ مألوفٌ، وأن العبد يبلغ بحسن الخلق درجة الصائم القائم(6)، وأن نبيَّك ﷺ قال: «إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، الْـمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ»(7).
نسأل الله أن يجعل لك من عسرك يسرًا، ومن ضيقك فرجًا ومخرجًا. والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) ففي الحديث الذي أخرجه أبو داود في كتاب «الصلاة» باب «الدعاء» حديث (1488)، والترمذي في كتاب «الدعوات» باب «في دعاء النبي ﷺ» حديث (3556)، وابن ماجه في كتاب «الدعاء» باب «رفع اليدين في الدعاء» حديث (3865). من حديث سلمان قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا»، وقال الترمذي: «حديث حسن».
(2) أخرجه أبو داود في كتاب «الصلاة» باب «الدعاء» حديث (1493)، والترمذي في كتاب «الذبائح» باب «جامع الدعوات عن النبي – ﷺ -» حديث (3475)، وابن ماجه في كتاب «الدعاء» باب «اسم الله الأعظم» حديث (3857)، من حديث بريدة بن الحصيب ، وقال الترمذي: «حديث حسن غريب».
(3) أخرجه الدينوري في «المجالسة وجواهر العلم» (1/124) حديث (727) من قول العباس بن عبد المطلب .
(4) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «الهجرة» حديث (6077)، ومسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «تحريم الهجر فوق ثلاث بلا عذر» حديث (2560) من حديث أبي أيوب الأنصاري .
(5) أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «الحذر من الغضب» حديث (6116) من حديث أبي هريرة .
(6) أخرجه أبو داود في كتاب «الأدب» باب «في حسن الخلق» حديث (4798) من حديث عائشة ل، قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إِنَّ الْـمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ»، وصححه الألباني في «صحيح وضعيف سنن أبي داود» حديث (4798).
(7) أخرجه الطبراني في «الصغير» (1/362) حديث (605) من حديث أبي سعيد الخدري ، وذكره الألباني في «السلسلة الصحيحة» (751).