يا شيخي طيِّب القلب دكتور صلاح، كنت قد أصبت بالوسوسة في الطلاق، وبفضل الله ثم بفضل المراسلة مع فضيلتك خرجت من المحرقة التي كنت فيها، اللهم لك الحمد، لكن الآن يا دكتور أصبحت أحس أن أي كلمة أقولها والعياذ بالله كناية من كنايات الطلاق، فمثلًا عندما كان يتحدث عمي عن فلان من الناس عنده أراضٍ وغني جدًّا، فقلت له مازحًا: «معندوش بنت ده الواحد يتزوجها», ثم يأتيني الوسواس كالعادة بأن ما قلته قد يكون كناية من الكنايات، وعندما كنت أمزح مع زوجتي قائلًا لها: «أنا هشتري كذا وكذا من السوق ومعدتش هرجع تاني»، ثم يأتيني وسواس بأن هذا قد يكون من الكنايات، إلى غير ذلك من أمثلة، أعلم يا شيخ أن الكناية لابد أن تقترن بنية، لكن والله يا شيخ أنا وصلت لمرحلة أصبحت لا أستطيع أن أفرق بين النية وغيرها، وذلك طبعًا لكثرة الوسواس القهري. ولكن كيف أكون خائفًا كل هذا الخوف من الطلاق وتكون مثلًا- والعياذ بالله ربنا يبعد الشر- نيتي فيها مثل هذا؟!
ويعلم الله كم أرتاح عندما أراسلك وأتعلم من فضيلتك، فبالله عليكَ يا شيخ انصحني، ما العمل للخروج من هذا التشويش النفسي الذي أعيشه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن مثلك له حكمه الخاص، فاستمع إليه جيدًا:
من كان مبتلى بالوسوسة مثلك لا يقع طلاقه، ولو صرح به، وسمعته الدنيا بأكملها، إلا إذا كان راضيًا به، مطمئنًا إليه، لماذا؟!
لأنه مستغلق عليه طوال الوقت، و«لَا طَلَاقَ فِي إِغْلَاقٍ»(1). فمن باب أولى لا يقع طلاقه الموهوم بهذه الألفاظ الكنائية التي لم يعزم فيها على الطلاق بغير تردُّد.
فأغلق ملف الشك في هذه الكنايات الموهومة، فلا يلحقك منها شيء. والله تعالى أعلى وأعلم.