ما حكمُ الدِّين في رجل تخاصم مع أهله على الماء فقال: «إن دخل هذا الماء بيتي فزوجتي طالق بالثلاثة وتُصبح حرامًا»؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن قصد بهذا القول تطليقَ زوجته أُلزم بهذا الطَّلاق، وتُحتسب عليه واحدة في أرجح القولين، أمَّا إذا قصد به مجرد منع الماء المتنازع عليه من دخول بيته، ولم يقصد إلى فراق أهله فعليه عند الحنث كفارة يمين: إطعام عشَرة مساكين من أوسط ما يُطعم منه أهله أو كسوتهم أو تحرير رقبة، ولا وجود للرقيق في واقعنا المعاصر، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام(1).
ونُوصيه بأن يُمسك عليه لسانَه، وألا يلعب بهذا الميثاق الغليظ الذي جعله الله تعالى بين الزَّوْجَين، وألا يعود إلى مثل هذا القول. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) قال تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [المائدة: 89].